(فإذا سمع أذانا أمسك) أي عن الإغارة.
(فسمع رجلا) لم أقف على حادثته، وعند أي غزوة كانت؟ لكن الأسلوب يعطي أنها كانت عند إغارة ما، وظاهره أنه لم يثبت من أذان الراعي إسلام القوم المقصود الإغارة عليهم، باعتباره بدويا راعيا متنقلا.
(على الفطرة) خبر لمبتدأ محذوف، أي أنت في نطقك بالتكبير على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهي الطبيعة والاستعداد للدين والانطباع عليه.
(خرجت من النار) أي بالتوحيد، وقد أشار بذلك إلى استمراره على الفطرة، وعدم تصرف أبويه فيه بالتهويد أو التنصير، والتعبير بالماضي للتفاؤل باستمراره على الإسلام حتى الموت.
(فإذا هو راعي معزي) بكسر الميم، وسكون العين، وفتح الزاي اسم جنس، كالمعز، بفتح الميم وسكون العين، وقد تحرك، وواحدها ماعز للذكر والأنثى.
(إذا سمعتم النداء) أي الأذان، فالألف واللام للعهد.
(فقولوا مثل ما يقول المؤذن) "مثل" منصوب على أنه صفة لمصدر محذوف، أي قولوا قولا مثل قول المؤذن، على أن "ما" مصدرية، أو قولوا قولا مثل الذي يقوله المؤذن، على أنها موصولة، والمثل والمثيل الشبيه والنظير، والمراد المشابهة في الألفاظ، لا في النغمة ورفع الصوت.
(ثم صلوا علي) الصلاة في اللغة الدعاء، والمراد هنا ادعوا الله لي بتعظيم شأني في الدنيا، بإعلاء ذكري، وإظهار سنتي، وفي الآخرة بتشفيعي في أمتي وبإكثار أجري ومثوبتي، وكيفيتها وحكمها في فقه الحديث.
(صلى الله عليه بها عشرا) الصلاة من الله الرحمة والمثوبة، أي أعطاه الله تعالى في مقابل صلاته على أجر عشر صلوات.
(ثم سلو الله لي الوسيلة) الوسيلة هي ما يتقرب به إلى الكبير، يقال: توسلت أي تقربت، وتطلق على المنزلة العلية، قال الحافظ ابن حجر: ويمكن ردها إلى الأول بأن الواصل إلى تلك المنزلة قريب من الله، فتكون كالقربة التي يتوسل بها. اهـ. وقد فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها منزلة في الجنة.
(لا تنبغي إلا لعبد) وفي رواية "لا ينبغي" بالياء، أي لا تتيسر ولا تكون إلا لعبد واحد.
(وأرجو أن أكون أنا هو) قيل "أنا" تأكيد للضمير المستتر في "أكون" و"هو" خبر "أكون" وضع بدل ضمير النصب "إياه" ويحتمل أن لا يكون "أنا" تأكيدا، بل مبتدأ، و"هو" خبره والجملة خبر "أكون" ويمكن أن يقال: إن "هو" وضع موضع اسم الإشارة أي أكون أنا ذلك العبد.
(فمن سأل الوسيلة حلت له الشفاعة) أي استحقت ووجبت، وقد وقع في الطحاوي من