(فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم) بسم الله الرحمن الرحيم، مقصود لفظها وحكايتها في محل نصب، مفعول يقرأ، أي يقرأ هذه الجملة.
(عن عبدة أن عمر بن الخطاب) هذا الإسناد مرسل، لأن عبدة بسكون الباء هو ابن أبي لبابة، وهو لم يسمع من عمر، فقول مسلم في نفس الرواية: وعن قتادة معطوف على (عن عبدة) أي عن قتادة عن أنس.
(عن قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك) أي كتب قتادة إلى عبدة يخبره عن أنس بن مالك، وهذه هي الرواية المتصلة المقصودة للإمام مسلم.
(فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين)"الحمد" بضم الدال مرفوع على الحكاية، والجملة كلها في محل جر بالباء.
(لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها) أي ولا في آخر قراءة، أي لا يذكرونها في أول الفاتحة، ولا في أول السورة، في أول ركعة ولا في آخر ركعة. قال الأبي "ولا في آخرها": تأكيد لنفي قراءتها إذ لا تتوهم قراءتها في الآخر. اهـ. وكأنه رحمه الله. حمل الآخرية على آخرية القراءة الأولى، على معنى آخر آية في المقروء، وعلى هذا قال: لا يتوهم قراءتها في الآخر، أما لو حملها كما حملناها لرفع التوهم. وهو أولى، لأن حمل الأبي يجعل اللفظة مهملة.
(بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة)"إذ" للمفاجأة و"بينا" هي "بين" ظرف الزمان، أشبعت الفتحة فصارت ألفا، وربما زيدت عليها "ما" فقيل "بينما" قال الجوهري: بينا نحن نرقبه أتانا، معناه أتانا بين أوقات رقبتنا إياه ثم حذف المضاف الذي هو أوقات. اهـ. وقوله "بين أظهرنا" معناه بيننا، وقوله "أغفى إغفاءة" بفتح الهمزة في الأول، أي نام، قال النووي: والإغفاءة هي السنة من النوم، دون الاستغراق، قال القرطبي: وهي حالة من الحالات التي كان يوحى إليه فيها. اهـ.
(قلنا: ما أضحكك)؟ عبروا بالضحك عن التبسم، لأن التبسم منه صلى الله عليه وسلم كان واضحا قاله الأبي. وفي القاموس: التبسم أقل من الضحك وأحسنه. اهـ. فتعبيرهم حقيقة، لا يعلل له، ولعله يفرق بينهما بأن الضحك يبين عن الأسنان، فإن الضاحكة هي كل سن تبدو عند الضحك، أما الابتسام فهو انفراج الأسارير والشفتين دون ظهور الأسنان.
(أنزلت علي آنفا سورة) في القاموس: {ماذا قال آنفا}[محمد: ١٦]"آنف" كصاحب بالمد، وبالقصر ككتف، وقرئ بهما، أي منذ ساعة، أي في أول وقت يقرب منا. اهـ. فمعنى "أنزلت علي آنفا" أي حالا وقريبا من الآن.