للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن نفسه وقال أنا الذي قلتها، ولم أرد بها إلا الخير.

فقال أبو موسى إن بعضكم يخفى عليه ما ينبغي أن يقول في صلاته، وإني أعلمكم ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد خطبنا، وبين لنا سنتنا وشريعتنا وصلاتنا فقال: إذا أردتم الصلاة، وأشرفتم على أدائها فسووا صفوفكم، ثم ليتقدم أعلمكم فيؤمكم، فإذا كبر تكبيرة الإحرام فكبروا، وإذا قرأ الفاتحة، وبلغ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين، فإن الله يجيب لكم الدعاء مصداقا لقوله جل شأنه {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر: ٦٠] فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا ولا تسبقوه، فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم، فلحظة سبقه لكم تقابل لحظة إدراككم له، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقالوا: اللهم ربنا ولك الحمد يسمع الله قولكم وحمدكم فيزدكم، وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا، ولا تسبقوه، فإن الإمام يسجد ويرفع قبلكم فتلك اللحظة التي تأخرتم بها عنه، وإذا قعدتم آخر الصلاة فقولوا: التحيات الطيبات. الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فإذا انتهيتم من التشهد فادعوا الله بما شئتم من الدعاء يستجب لكم.

-[المباحث العربية]-

(التشهد) هو تفعل من "تشهد" سمي بذلك لاشتماله على النطق بشهادة الوحدانية والرسالة، تغليبا لها على بقية أذكاره لشرافها.

(عن عبد الله) أي ابن مسعود، وهو راوي الرواية الثانية.

كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأبي: الأظهر أنه استحسان منهم، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يسمعه إلا حين أنكره عليهم [فإن قلت] قول الصحابي، كنا نفعل كذا من قبيل المسند، وهو يشعر أيضا بتكرار ذلك منهم، والتكرار مظنة سماعه ذلك، فقولهم ذلك ليس استحسانا، بل هو مسند مقر عليه، نسخه قوله صلى الله عليه وسلم "إن الله هو السلام" [قلت] كان الشيخ يقول ذلك ويقرر الحديث به، ولا يصح، لأن النسخ إنما يكون فيما صح معناه، ولا يصح لعدم استقامة المعنى، لأنه عكس ما يجب أن يقال، فإن السلام بمعنى السلامة والرحمة، وهما له ومنه وهو مالكهما، فكيف يدعي له بهما وهو المدعو؟ فهو تبيين عدم صواب لا نسخ، وإنما الجواب أنه يتعين في "كنا كذا" أن يكون مسندا وليس تكرار ذلك منهم مظنة سماعهم له، لأنه في التشهد والتشهد سر. اهـ.

ومعنى قوله "كنا نقول في الصلاة" أي في التشهد من الصلاة، بدليل رده صلى الله عليه وسلم.

(السلام على الله) في هذه الرواية اختصار. ورد في رواية أخرى "السلام على الله من عباده".

(السلام على فلان) في رواية البخاري "السلام على فلان فلان" وفي رواية لابن إسحق "قلنا: السلام على جبريل" وعند ابن ماجه "يعنون الملائكة" وللإسماعيلي "فنعد الملائكة" وللسراج "فنعد من الملائكة ما شاء الله".

<<  <  ج: ص:  >  >>