٣١ - ويؤخذ من هم أبي بكر بالرجوع إلى الصف الأدب مع الكبير.
٣٢ - ومن عدم تركه صلى الله عليه وسلم ليصل إلى الصف، واستبقائه بجانبه إكرام الفاضل.
٣٣ - ويؤخذ من الرواية الأولى جواز الإغماء على الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- قال النووي: ولا شك في جوازه، فإنه مرض، والمرض يجوز عليهم، بخلاف الجنون، فإنه لا يجوز عليهم، لأنه نقص، والحكمة في جواز المرض عليهم ومصائب الدنيا تكثير أجرهم، وتسلية الناس بهم، ولئلا يفتتن الناس بهم ويعبدوهم، لما يظهر عليهم من المعجزات والآيات البينات. اهـ.
٣٤ - وفي اغتسال النبي صلى الله عليه وسلم عقب الإغماء دليل على استحباب الغسل من الإغماء، وإذا تكرر الإغماء استحب تكرار الغسل لكل مرة، فإن لم يغتسل إلا بعد الإغماء مرات كفى غسل واحد، وقد حمل القاضي عياض الغسل هنا على الوضوء، من حيث إن الإغماء ينقض الوضوء قال النووي: والصواب أن المراد غسل جميع البدن، فإنه ظاهر اللفظ. ولا مانع يمنع منه، فإن الغسل من الإغماء مستحب، بل قال بعض أصحابنا: إنه واجب، وهذا شاذ ضعيف. اهـ.
٣٥ - يؤخذ من استئذان الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاته أن يمرض في بيت عائشة فضل عائشة رضي الله عنها وحب الرسول صلى الله عليه وسلم لها، قال النووي: فيه فضل عائشة ورجحانها على جميع أزواجه الموجودات ذلك الوقت وكن تسعا إحداهن عائشة، رضي الله عنها، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء، وإنما اختلفوا في عائشة وخديجة، رضي الله عنهما. اهـ.
٣٦ - وبهذا الاستئذان يستدل من يقول: إن القسم كان واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم بين أزواجه في الدوام، كما يجب في حقنا، وقال القاضي عياض: لم يكن القسم عليه واجبا، لقوله تعالى:{ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك}[الأحزاب: ٥١] ولكن لحسن عشرته التزمه صلى الله عليه وسلم تطييبا لنفوسهن؛ وأوجبه بعض المالكية وبعض الشافعية لهذا الحديث، ولحديث "اللهم هذا قسمي فيما أملك".
٣٧ - إكرام عائشة للعباس بذكره باسمه في مقام التشريف مع إبهامها اسم الرجل الثاني، وقد حاول النووي الدفاع عن عائشة في إبهامها الاسم الآخر فقال عند شرحه رواية "فخرج ويد له على الفضل بن عباس، ويد له على رجل آخر"، وجاء في غير مسلم "بين رجلين أحدهما أسامة بن زيد" قال: وطريق الجمع بين هذا كله أنهم كانوا يتناوبون الأخذ بيده الكريمة صلى الله عليه وسلم تارة هذا، وتارة ذاك، ويتنافسون في ذلك، وهؤلاء هم خواص أهل بيته الرجال الكبار، وكان العباس رضي الله عنه أكثرهم ملازمة للأخذ بيده الكريمة المباركة صلى الله عليه وسلم أو أنه -أدام الأخذ بيده، وإنما يتناوب الباقون في اليد الأخرى، وأكرموا العباس باختصاصه بيد واستمرارها له لما له من السن والعمومة وغيرهما، ولهذا ذكرته عائشة رضي الله عنه مسمى، وأبهمت الرجل الآخر إذ لم يكن أحد الثلاثة الباقين ملازما في جميع الطريق ولا معظمه، بخلاف العباس. اهـ.
يحاول النووي أن يبعد عن عائشة أنها أبهمت اسم "علي" كرم الله وجهه تحاشيا من ذكر اسمه