للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ثم أي)؟ بالتنوين، وبعدم التنوين، وقيل: الصواب أنه غير منون لأن السائل ينتظر الجواب، والتنوين لا يوقف عليه، فتنوينه ووصله بما بعده خطأ، فيوقف عليه وقفة لطيفة، ثم يؤتى بما بعده، وهو مضاف تقديراً، والمضاف إليه محذوف لفظاً، والتقدير: ثم أي مسجد وضع بعد المسجد الحرام؟ .

(المسجد الأقصى) قيل: سمي الأقصى لبعده عن المسجد الحرام في المسافة، وقال الزمخشري: سمي الأقصى لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد، وقيل: لبعده عن الأقذار والخبث، وهو ببيت المقدس.

(كم بينهما)؟ أي من الزمن؟ أي كم سنة بين وضعهما في الأرض؟ .

(أينما أدركتك الصلاة فصل) "أينما" أداة شرط للمكان، و"ما" زائدة، والمقصود إدراك وقت الصلاة، أي في أي مكان أدركك وقت الصلاة فصل.

(فهو مسجد) فالمكان مسجد.

(ثم حيثما أدركتك الصلاة فصله) الهاء في "فصله" هاء السكت، فهي بمعنى رواية "فصل".

(كنت أقرأ على أبي القرآن في السدة) بضم السين وتشديد الدال، واحدة السدد، وهي المواضع التي تطل حول المسجد وليست منه، وليس لها حكم المسجد إذا كانت خارجة عنه.

(أعطيت خمسًا) في الرواية الرابعة "فضلنا على الناس بثلاث" وفي الرواية الخامسة "فضلت على الأنبياء بست" واختلاف الروايات في العدد مشكل عند من يرى أن مفهوم العدد حجة، وفي فقه الحديث نذكر الإجابات عن هذا الإشكال.

(لم يعطهن أحد قبلي) أي من الأنبياء، بدليل قوله "كان كل نبي" إلخ.

(كان كل نبي يبعث) أي كان كل رسول يبعث .... إلخ.

(وبعثت إلى كل أحمر وأسود) قيل: المراد بالأحمر وبالأسود العرب، وقيل: الأحمر الإنس والأسود الجن: والأولى جعل ذلك كناية عن الكل، كأنه قال: إلى كل لون، يؤكده رواية للبخاري "إلى الناس عامة" وروايتنا الخامسة، "إلى الخلق كافة".

(وأحلت لي الغنائم) وفي رواية "المغانم".

(فأيما رجل) أي مبتدأ فيه معنى الشرط، و"ما" مزيد للتأكيد، وذكر الرجل للتغليب والحكم يشمل النساء.

(وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا) أي موضع سجود، لا يختص السجود منها بموضع،

<<  <  ج: ص:  >  >>