يذكر من قبل" قال الحافظ ابن حجر: والذي يظهر أنه يذكره بما سبق له به علم، ليشغل باله به، وبما لم يسبق له به علم ليوقعه في التفكير فيه، وهذا أعم من أن يكون من أمور الدنيا أو في أمور الدين كالعلم، لكن هل يشمل ذلك التفكير في معاني الآيات التي يتلوها؟ لا يبعد ذلك، لأن غرضه نقص خشوعه وإخلاصه بأي وجه كان، اهـ. وهذا الذي ذكره الحافظ بعيد لأن الشيطان لا يرضيه أن يفكر المصلي في معاني الآيات، ولا يسره أن يتدبر المصلي ما يقرأ، بل القراءة في الصلاة وخارجها تدبر معانيها وإلا كانت جسدًا بلا روح والله أعلم.
(حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى)؟ "يظل" بفتح الظاء، أي حتى يصير الرجل لا يدري كم صلى من الركعات؟ ووقع في رواية الأصيلي "يضل" بالضاد المكسورة، أي ينسى ويذهب وهمه ويسهو، و"إن" في قوله "إن يدري" بكسر الهمزة حرف نفي، بمعنى ما يدري، وحكى ابن عبد البر عن الأكثر في الموطأ فتح همزة "إن" وتعقبه جماعة والصحيح الكسر، وإنما يتوجه الفتح على رواية "يضل" ويكون المعنى حتى يضل الرجل عن درايته عدد الركعات.
(عن عبد الله بن مالك ابن بحينة) قال النووي: الصواب في هذا أن ينون "مالك" ويكتب "ابن بحينة" بالألف، لأن عبد الله هو ابن مالك فإذا قرئ كما ذكرناه انتظم على الصواب، ولو قرئ بإضافة "مالك" إلى "ابن" فسد المعنى، واقتضى أن يكون "مالك" ابنًا لـ"بحينة" وهذا غلط. اهـ
أي إن عبد الله هو ابن مالك وابن بحينة، فمالك أبوه وبحينة أمه، وهي زوجة مالك، فيكتب "ابن بحينة" بالألف، لأن ما بعد "ابن" ليس أبًا لما قبلها.
(الأسدي) بسكون السين، ويقال فيه: الأزدي كما في الرواية السادسة والأزد والأسد بإسكان السين قبيلة واحدة، وهما اسمان مترادفان لها، وهم أزد شنوءة. ذكره النووي.
(حليف بني عبد المطلب) قال النووي: كذا هو في نسخ صحيح البخاري ومسلم، والذي ذكره ابن سعد وغيره من أهل السير والتواريخ أنه حليف بني المطلب، وكان جده حالف المطلب بن عبد مناف.
(صلى لنا) أي بنا، أو لأجلنا.
(ركعتين من بعض الصلوات) أي الرباعية، وقد فسرت بالظهر في الرواية الخامسة.
(ثم قام فلم يجلس) للتشهد الوسط.
(فقام الناس معه) زاد الضحاك بن عثمان عن الأعرج في رواية عند ابن خزيمة "فسبحوا به، فمضى حتى فرغ من صلاته".
(فلما قضى صلاته) أي فرغ منها.
(ونظرنا تسليمه) أي انتظرنا تسليمه، وفي رواية "وانتظر الناس تسليمه .... ".