(أن رجلا) قال الحافظ ابن حجر: لم أعرف اسمه، وقيل: إنه أبو ذر.
(أي الإسلام خير؟ )"أي" هنا للاستفهام مبتدأ، فإن قيل: إن شرط "أي" أن تدخل على متعدد، وهنا دخلت على الإسلام، وهو مفرد، لا تعدد فيه؟ أجيب بأن في الكلام محذوفا، هو مدخول "أي" في الحقيقة، والأصل أي خصال الإسلام خير؟ بدليل أن الجواب كان في التفاضل بين الخصال.
و"خير" أفعل تفضيل. لأن السؤال ليس عن نفس الخيرية، وإنما عن وصف زائد، وهو الأخيرية، غير أن العرب استعملت أفعل التفضيل من هذا الباب على لفظه، فيقال: هذا خير من هذا، على معنى أخير منه، ولهذا لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث.
فإن قيل: إن أفعل التفضيل لا بد أن يستعمل بالإضافة أو من، أو بالألف واللام، فكيف استعمل هنا بدونها؟ أجيب بأنه قد يجرد من ذلك كله عند العلم به، ومنه قوله تعالى:{يعلم السر وأخفى}[طه: ٧].
(تطعم الطعام) بضم التاء من "أطعم" وهو في محل الرفع، على أنه خبر مبتدأ محذوف بتقدير:"أن" المصدرية، والتقدير: خير خصال الإسلام إطعام الطعام، وهذا نظير قولهم: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، أي سماعك بالمعيدي خير من رؤيته.
والتعبير بالمضارع للحث على تجدده، كقوله تعالى:{ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}[الإنسان: ٨] والخطاب في "تطعم" للسائل، وغيره مقيس عليه من قبيل "حكمي على الواحد حكمي على الجماعة" أو لكل من يتأتى خطابه فهو من قبيل الخطاب العام، أي تطعم يا من يصح منه الإطعام.
والطعام عند الفقهاء اسم للمطعوم المقتات، أي ما يعد طعاما.
والمفعول الأول "لتطعم" محذوف للتعميم، والتقدير - تطعم أي كائن الطعام، وقيل - إنه محذوف لدلالة "من عرفت ومن لم تعرف" عليه، وفي حذف المفعول إشارة أي أن إطعام الطعام غير مختص بأحد سواء كان المطعم مسلما أو كافرا أو حيوانا.
واختار لفظ "تطعم" ولم يقل تؤكل مثلا، لأن لفظ الإطعام عام يتناول الأكل والشرب والذوق، قال تعالى:{ومن لم يطعمه فإنه مني}[البقرة: ٢٤٩] أي ومن لم يذقه.
(وتقرأ السلام) قال السجستاني: يقال: اقرأ عليه السلام، ولا يقال: أقرئه السلام إلا في لغة سوء إلا أن يكون مكتوبا، فتقول: أقرئه السلام أي اجعله يقرؤه، كما تقول: أقرئه الكتاب، أي اجعله يقرؤه.