وهو غير صحيح، فقد ساق البخاري هذا الحديث على أنه يقال عند الرفع من الركوع، وهو الظاهر.
٨ - ومن الرواية الثالثة يؤخذ ما كان عليه الصحابة من الهيبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سكتوا مع علمهم بالمتكلم حتى كرر الرسول صلى الله عليه وسلم السؤال ثلاثاً كما في بعض الروايات. وإذ سكت الذاكر نفسه، وهو رفاعة بن رافع، إذ جاء في بعض الروايات "أنه قال في نفسه: وددت أني خرجت من مالي، وأني لم أشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم تلك الصلاة".
واعتذر الحافظ ابن حجر عنهم بأنه لما لم يعين واحدًا بعينه في سؤاله لم تتعين المبادرة بالجواب، من المتكلم، ولا من واحد بعينه، فكأنهم انتظروا بعضهم ليجيب، وحملهم على ذلك خشية أن يبدو في حقه شيء، ظناً منهم أنه أخطأ فيما فعل، ورجوا أن يقع العفو عنه، وكأنه صلى الله عليه وسلم لما رأى سكوتهم فهم ذلك فعرفهم أنه لم يقل بأسًا.
٩ - واستدل بالرواية الثالثة على أن بعض الطاعات قد يكتبها غير الحفظة وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعًا "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر".
والظاهر أن العدد [اثنى عشر ملكًا] غير مقصود لذاته ولا مفهوم له، والمراد كثرة المبتدرين، إذ رواية الطبراني "ثلاثة عشر ملكًا" ورواية البخاري "بضعة وثلاثين ملكًا".
١٠ - ويؤخذ من قول ابن عمر في الرواية الرابعة "فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك" ما كان عليه الصحابة من الحرص على السنن والمحافظة عليها.