٢ - ووقت الظهر جاء في رواياته "إذا صليتم الظهر فإنه وقت إلى أن يحضر العصر" الرواية السادسة "ووقت الظهر ما لم يحضر العصر" الرواية السابعة "ووقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر" الرواية الثامنة "ووقت الظهر إذا زالت الشمس عن بطن السماء ما لم يحضر العصر" الرواية التاسعة "فلما زالت الشمس أمر بلالا فأذن""فلما كان اليوم الثاني أمره فأبرد بالظهر" الرواية العاشرة "ثم أمره بالظهر حين زالت الشمس عن بطن السماء""ثم أمره بالظهر فأبرد" الرواية الحادية عشرة "ثم أمره فأقام بالظهر حين زالت الشمس، والقائل يقول: قد انتصف النهار""ثم أخر الظهر حتى كان قريبًا من وقت العصر بالأمس".
قال الفقهاء: أول وقت الظهر إذا زالت الشمس. أجمع على ذلك أهل العلم، والروايات المذكورة واضحة في ذلك، ومعنى زوال الشمس ميلها عن كبد السماء، ويعرف ذلك بطول ظل الشيء بعد تناهي قصره، فإذا أردت أن تضبط وقت الزوال فانظر ظل عود مثبت على الأرض المستوية، فكلما رأيت الظل ينقص فأنت قبل الزوال، وإذا رأيت الظل يزيد فأنت بعد الزوال واللحظة التي بين النقصان والزيادة هي لحظة الزوال، ويختلف طول الظل لحظة الزوال من بلد إلى آخر ومن فصل إلى آخر.
وآخر وقت الظهر عندما يصير ظل كل شيء مثله زيادة على ظل الزوال على معنى أن تضبط طول الظل لحظة الزوال ثم تضيف إليه طول الشيء فعندما يصير ظل الشيء مثله انتهى وقت الظهر وبدأ وقت العصر وأحاديث الباب لم تحدد وقت انتهاء الظهر إلا بحضور وقت العصر بل هي لم تحدد ابتداء وقت العصر كما سيأتي، وقال إسحاق: آخر وقت الظهر أول وقت العصر يشتركان في قدر الصلاة، فلو أن رجلين يصليان معا، أحدهما يصلي الظهر والآخر يصلي العصر حين صار ظل كل شيء مثله كان كل واحد منهما مصليا لها في وقتها، وحكى ذلك عن ابن المبارك، لكن الجمهور على خلافه وأن أول الوقت يكون بانتهاء وقت السابق إلا في الظهر مع الصبح، ولا يشترك صلاتان في وقت واحد إلا في الجمع بينهما في السفر أو في الحضر للحاجة أو الضرورة على ما سيأتي:
٣ - ووقت العصر جاء في رواياته "عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر" الرواية الثانية "وعنها: كان يصلي العصر والشمس طالعة في حجرتي لم يفيء الفيء بعد" الرواية الثالثة "كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء في حجرتها" الرواية الرابعة وقريب منها الرواية الخامسة "فإذا صليتم العصر فإنه وقت إلى أن تصفر الشمس" الرواية السادسة ومثلها السابعة والثامنة "ووقت صلاة العصر ما لم تصفر الشمس ويسقط قرنها الأول" الرواية التاسعة "ثم أمره أن يقيم العصر والشمس بيضاء نقية""وصلى العصر والشمس مرتفعة" الرواية العاشرة وقريب منها الحادية عشرة "ثم أخر العصر حتى انصرف منها والقائل يقول قد احمرت الشمس" الرواية الثانية عشرة.
ومن الواضح أن روايات الباب لم تتعرض إلى أول وقت العصر، وقد ذكرنا أنه يحين بانتهاء وقت الظهر حين يصير ظل كل شيء مثله بعد ظل الزوال.
قال الحافظ ابن حجر ولم ينقل عن أحد من أهل العلم مخالفة في ذلك إلا عن أبي حنيفة