للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأعوانه، قال الخطابي: هو تمثيل، ومعناه أن تأخيرها بتزيين الشيطان ومدافعته لهم عن تعجيلها مدافعة ذوات القرون لما تدفعه. اهـ قال النووي: والصحيح الأول.

(قام فنقرها أربعًا) كناية عن الإسراع بها بحيث لا يكمل الخشوع والطمأنينة والأذكار، فالمراد سرعة الحركات كنقر الطائر.

(صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر) قال النووي: وهذا كان حين ولي عمر بن عبد العزيز المدينة، لا في خلافته، لأن أنسًا رضي الله عنه توفي قبل خلافة عمر بن عبد العزيز بنحو تسع سنين، قال الحافظ ابن حجر وفي القصة دليل على أن عمر بن عبد العزيز كان يصلي الصلاة في آخر وقتها تبعًا لسلفه. اهـ.

(فقلت: يا عم) بكسر الميم، وأصله: يا عمي، حذفت الياء تخفيفًا، وقال: يا عم، على سبيل التوقير، لكونه أكبر سنًا منه، لكنه ليس عمه على الحقيقة.

(ما هذه الصلاة التي صليت)؟ عائد الصلة مفعول "صليت" محذوف والتقدير صليتها.

(وهذه صلاة رسول الله) أي وهذه الصلاة في ساعتها ووقتها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(رجل من بني سلمة) بفتح السين وكسر اللام.

(إنا نريد أن ننحر جزورًا لنا) الجزور بفتح الجيم لا يكون إلا من الإبل.

(فنأكل لحمًا نضيجًا) أي تام الطبخ، وتام النضج دون عجلة.

-[فقه الحديث]-

قال النووي: المراد بهذه الأحاديث المبادرة لصلاة العصر أول وقتها لأنه لا يمكن أن يذهب بعد صلاة العصر ميلين وثلاثة والشمس بعد لم تتغير بصفرة ونحوها إلا إذا صلى العصر حين صار ظل الشيء مثله، ولا يكاد يحصل هذا إلا في الأيام الطويلة، ثم قال: قال العلماء: ومنازل بني عمرو بن عوف على ميلين من المدينة، وهذا يدل على المبالغة في تعجيل صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صلاة بني عمرو بن عوف في وسط الوقت، ولولا هذا لم يكن فيه حجة، ولعل تأخير بني عمرو لكونهم كانوا أهل أعمال، فإذا فرغوا من أعمالهم تأهبوا للصلاة بالطهارة وغيرها، ثم اجتمعوا لها، فتتأخر صلاتهم إلى وسط الوقت لهذا المعنى.

ثم قال: وفي هذه الأحاديث دليل لمذهب الشافعي ومالك وأحمد، وجمهور العلماء أن وقت العصر يدخل إذا صار ظل كل شيء مثله، وقال أبو حنيفة: لا يدخل حتى يصير ظل الشيء مثليه، وهذه الأحاديث حجة للجماعة عليه مع حديث ابن عباس رضي الله عنه في بيان المواقيت وحديث جابر وغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>