(لما قدم الحجاج المدينة) جواب "لما" محذوف تقديره: أخر الصلوات عن أول وقتها، وقد صرح بهذا الجواب في الرواية الخامسة. وكان قدوم الحجاج للمدينة سنة أربع وسبعين من الهجرة، بعد قتل ابن الزبير حيث ولاه عبد الملك على الحرمين.
(فسألنا جابر بن عبد الله) "فسألنا" معطوف على جواب "لما" المحذوف ولم يبين المسئول عنه، وهو معلوم من الجواب، والأصل: سألناه عن مواقيت الصلاة وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي؟ وفي أي وقت كان يصلي كل صلاة؟ .
(يصلي الظهر بالهاجرة) الهاجرة شدة الحر نصف النهار عقب الزوال قيل: سميت هاجرة من الهجرة وهو الترك، لأن الناس يتركون التصرف والأعمال بسبب شدة الحر، ويقيلون.
(والعصر والشمس نقية) "والعصر" بالنصب عطفًا على الظهر، وجملة "والشمس نقية" حال، والمعنى صافية لم تتغير بصفرة آخر النهار.
(والمغرب إذا وجبت) "والمغرب" بالنصب عطفًا على الظهر، ومعنى "وجبت" سقطت والضمير للشمس، أي إذا سقط قرص الشمس عن الأفق.
(والعشاء أحيانًا يؤخرها وأحيانًا يعجل) أي يعجلها، أي يعجل صلاة العشاء، و"أحيانًا" منصوب على الظرفية.
(كان إذا رآهم قد اجتمعوا عجل) بيان لقوله: "وأحيانًا يعجل".
(وإذا رآهم قد أبطئوا أخر) بيان لقوله: "أحيانًا يؤخرها" ففي الكلام لف ونشر مشوش.
(والصبح كانوا ... أو كان ... ) قال الكرماني: الشك من الراوي عن جابر (محمد بن عمرو بن الحسن بن علي).
(قال: قلت: آنت سمعته) أي قال شعبة: قلت لسيار بن سلامة مستوثقًا من السماع: أأنت يا سيار سمعت أباك بأذنك يسأل أبا برزة؟ .
(فقال: كأنما أسمعك الساعة) أي فقال: نعم سمعته سماعًا مؤكدًا مشبهًا سماعي لك الآن في اليقين والتأكد.
(كان لا يبالي بعض تأخيرها) أصل الكلام: كان لا يبالي بتأخير العشاء بعض تأخير.
(ثم لقيته بعد فسألته) أي عن وقت الظهر الذي كان يصلي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن شعبة اكتفى بوقت العشاء في اللقاء الأول، وكأنه كان سؤال الساعة المطلوب وفي اللقاء الثاني سأل عن وقت الظهر.