(لا يؤمن عبد) العبد الإنسان، حرا كان أو رقيقا، كذا في القاموس، وقد أطلقه القرآن على الملائكة في قوله {عباد مكرمون}[الأنبياء: ٢٦] فالظاهر أن العبد من شأنه أن يعبد ويخضع ويذل، لكن المراد من العبد في الحديث الإنسان لأن الملك لا ولد له ولا والد ولا أهل.
وفي الرواية الأخرى "لا يؤمن رجل" والرجل خلاف المرأة، ويطلق عليه إذا احتلم وشب، وقيل: هو رجل من ساعة يولد.
وفي الرواية الثانية "لا يؤمن أحدكم" والخطاب فيه للصحابة الحاضرين، وهل يشمل من على شاكلتهم من المعاصرين الغائبين ومن سيوجد بالنص؟ أو ينسحب الحكم عليهم بالقياس؟ خلاف. وهل تدخل المرأة في الحكم؟ الظاهر أنها تدخل بالقياس، لأن النساء شقائق الرجال، وهن مخاطبات بما خوطب به الرجال من أحكام إلا ما خص، وقد جاء في رواية الأصيلي "لا يؤمن أحد" وهي أشمل وأعم.
(حتى أكون أحب إليه من أهله) في القاموس: أهل الرجل: عشيرته وذوو قرباه، وأهل الأمر ولاته، وأهل البيت سكانه، وأهل المذهب من يدين به. اهـ.
فالتعبير بالأهل أعم من التعبير بالولد والوالد في الرواية الثانية، لكن ذكر الولد والوالد أدخل في المعنى لأنهما أعز الأهل عند العاقل، ففي التعبير بهما إبراز لعظم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(وماله) المراد من المال كل ما يتمول ويقدر بقيمة، نقدا كان أو عقارا أو ضياعا، وذكره لمسايرة بعض الطباع التي قد تحب المال حبا جما.
(حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده) في رواية البخاري تقديم الوالد على الولد، ووجهها الحافظ ابن حجر بأن تقديم الوالد للأكثرية، لأن كل أحد له والد من غير عكس، ولأن الوالد متقدم على الولد بالزمان والإجلال.
وتوجه رواية مسلم بأن تقديم الولد تساير الترتيب التنازلي من حيث مزيد المحبة والشفقة، فللولد مزيد شفقة عند الوالد أكثر من شفقة الولد على والده ثم الناس في المرتبة الثالثة، وهل تدخل الأم في لفظ الوالد؟ قيل نعم، لأن المراد بالوالد، من له ولد، والظاهر أنه من قبيل الاكتفاء، أو دخول الأم بطريق القياس.
(والناس أجمعين) من عطف العام على الخاص، وفي رواية "الأهل" وفي رواية "الولد والوالد" وهل تدخل النفس في هذا العموم؟ قال الحافظ ابن حجر: الظاهر دخولها. اهـ.
ويضعف هذا القول أن حب النفس أقوى من حب الولد والوالد في طبائع العقلاء ودخولها في هذا