(من الليلة الثالثة أو الرابعة) شك من الراوي، وفي الرواية السادسة بدون شك "الليلة الرابعة".
(فأصبح الناس يتحدثون بذلك) في رواية "فلما أصبح تحدثوا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد من جوف الليل".
(عجز المسجد عن أهله) كناية عن كثرة الناس، وفي رواية لأحمد:"امتلأ المسجد حتى اغتص بأهله".
(فطفق رجال منهم يقولون: الصلاة) وفي رواية: "فقالوا: ما شأنه؟ ". وفي رواية:"ففقدوا صوته، وظنوا أنه قد نام، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم". وفي رواية:"فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب".
(فتعجزوا عنها) أي تشق عليكم فتتركوها مع القدرة عليها، قال الحافظ ابن حجر:"وليس المراد العجز الكلي، لأنه يسقط التكليف من أصله".
(هي الليلة التي أمرنا بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقيامها)"بقيامها" بدل اشتمال من "بها" بإعادة حرف الجر.
(وأكثر علمي) قال النووي: "ضبطناه بالمثلثة والموحدة"، أي بالثاء وبالباء والمثلثة أكثر.
-[فقه الحديث]-
تتعرض الأحاديث لصلاة التراويح وقيام ليلة القدر، وتنحصر عناصر الموضوع في صلاة التراويح زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن عمر رضي الله عنه، وفي الأفضل في صلاتها: فرادى أو جماعة؟ في البيت أو في المسجد؟ وفي آراء العلماء في عدد ركعاتها، ثم نبذة عن ليلة القدر، ثم ما يؤخذ من الأحاديث فوق ذلك، وهذا هو التفصيل:
واضح من الروايتين الخامسة والسادسة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل التراويح في جماعة في المسجد سوى ثلاث ليال في حياته كلها، لكنه أثبت بذلك للصحابة تأكيد استحباب صلاتها فكان بعضهم يصليها كما يصلي صلاة الليل في بيته فرادى، وبعضهم يصليها في المسجد فرادى وبعضهم يصليها في المسجد جماعة على خلاف بقية النوافل، وظل الحال هكذا حتى خرج عمر إلى المسجد في ليلة من ليالي رمضان فوجد هذا المنظر الذي عده من قبيل الفرقة، ورأى رضي الله عنه أن يجمع الناس على إمام واحد يصلي بالناس جماعة وفي المسجد، وأحس أن هذا الوضع محدث، فخشي أن يظن بعض الناس أن ما يطلبه بدعة مخالفة للشرع فقال لهم: نعمت البدعة التي تجمع بين المسلمين بعد أن زال الخوف من أن تفرض، وبعد أن أمن ما خشيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان سببًا في عدم استمراره على صلاتها جماعة في المسجد.