وحاصله أن "حتى" هنا بمعنى "حين" وهذا المعنى بعيد في الحديث إذ مآله إلى أن الله لا يمل - أي لا يمنع عطاءه عنكم حتى لو مللتم وسئمتم وعبدتم بدون نشاط - وهذا معناه الحث على العمل مع السآمة والحرص على المشقة وهذا نقيض ما يرمي إليه الحديث.
(وإن أحب الأعمال إلى اللَّه ما دووم عليه) قال النووي: هكذا ضبطناه "دووم" وكذا هو في معظم النسخ بواوين، ووقع في بعضها "دوم" بواو واحدة. والصواب الأول. اهـ.
(وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه) أي لازموه وداوموا عليه، قال النووي: والظاهر أن المراد بالآل هنا أهل بيته وخواصه صلى الله عليه وسلم من أزواجه وقرابته ونحوهم. اهـ. وقال بعضهم: إن المراد بآل محمد محمد نفسه صلى الله عليه وسلم، لأنه قد يقع على ذات الشيء، ومنه: "مزمار من مزامير آل داود" وهو توجيه حسن. وسيأتي توضيحه بعد باب إن شاء اللَّه.
(كان عمله ديمة) بكسر الدال وإسكان الياء أي دائمًا غير منقطع ومنه سمي المطر المتوالي ديمة.
(وحبل ممدود بين ساريتين) في رواية البخاري "بين الساريتين" أي العمودين اللذين في جانب المسجد.
(قالوا: لزينب) أي هذا الحبل لزينب، أي بنت جحش أم المؤمنين. بهذا جزم كثير من الشراح.
(فإذا كسلت) بكسر السين أي فترت. فرواية عطف الفتور على الكسل من عطف التفسير بالمرادف.
(ليصل أحدكم نشاطه) اللام مكسورة لام الأمر، و"نشاطه" بفتح النون أي مدة نشاطه منصوب على الظرفية.
(فإذا كسل أو فتر قعد) أي ترك الصلاة، أو جلس وصلى من جلوس. والأول أقرب.
(بنت تويت) بتاء مضمومة وواو مفتوحة آخره تاء.
(قال صلى اللَّه عليه وسلم: لا تنام الليل؟ ) على الاستفهام التعجبي، أو الإنكاري التوبيخي بمعنى لا ينبغي أن لا تنام الليل، بل ينبغي أن تنام. وفسره في الموطأ قال: فكره ذلك حتى عرفت الكراهة في وجهه.
(إذا نعس أحدكم) هو بفتح العين، والنعاس خفيف النوم.
(لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه) قال القاضي: معنى يستغفر هنا يدعو. اهـ. يعني أراد من طلب المغفرة مطلق الطلب للتوسعة في مجال الخطأ ولا مانع من إرادة