وفتح الهاء وكسر الجيم المشددة، والتهجير مطلق التبكير، كذا قال الخليل بن أحمد وغيره. قال النووي: ومنه الحديث: "لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه". أي التبكير إلى كل صلاة.
وعن الفراء وغيره: التهجير: السير في الهاجرة، أي الحر. قال القرطبي: الحق أن التهجير هنا من الهاجرة وهو السير وقت الحر، وهو صالح لما قبل الزوال وبعده.
(مثل الجذور) "مثل" بفتح الميم وتشديد الثاء المفتوحة، أي مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم (الجزور لأجر المبكر).
(ثم نزلهم حتى صغر إلى مثل البيضة) "نزل" بفتح النون وتشديد الزاي المفتوحة، و"صغر" بفتح الصاد وتشديد الغين المفتوحة، أي ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر منازلهم في السبق والفضيلة حتى صغر منازلهم إلى مثل البيضة.
(ثم أنصت) قال النووي: هكذا هو في أكثر النسخ المحققة، ونقله بعضهم: "انتصت" بزيادة تاء، وهي لغة صحيحة، يقال: أنصت ونصت وانتصت، ثلاث لغات.
(حتى يفرغ من خطبته) قال النووي: هكذا هو في الأصول، من غير ذكر "الإمام" وعاد الضمير إليه للعلم به، وإن لم يسبق له ذكر.
(فاستمع وأنصت) هما شيئان متمايزان، وقد يجتمعان، فالاستماع الإصغاء، والإنصات السكوت، قال تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا} [الأعراف: ٢٠٤]
-[فقه الحديث]-
ترمي هذه الأحاديث إلى بيان فضل يوم الجمعة من جهتين: اشتماله على ساعة الإجابة، وهداية الله لنا لتقديسه:
١ - أما ساعة الإجابة: فقد أكثر العلماء القول فيها، هل هي باقية أو رفعت؟ وعلى القول ببقائها هل هي في كل جمعة؟ أو جمعة واحدة من كل سنة؟ وإذا كانت في كل جمعة هل لها وقت معين من اليوم؟ أو وقتها مبهم؟ وهل وقتها ثابت أو ينتقل؟
أفاض في هذا البحث الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري قائلاً: وها أنا أذكر تلخيص ما اتصل إلى من الأقوال مع أدلتها، ثم أعود إلى الجمع بينها والترجيح. اهـ.
ونحن نلخص تلخيص الحافظ ومن أراد المبسوط فليرجع إليه.
الرأي الأول: أنها رفعت. وقد زيفه ابن عبد البر، ورده السلف على قائله.
الثاني: أنها موجودة لكن في جمعة واحدة من كل سنة. قاله كعب الأحبار لأبي هريرة فرده عليه أبو هريرة.