للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومعنى "الإيمان يمان" أن الإيمان في أهل اليمن، أي أنهم لصفات فيهم أسرع قبولا له.

وسيأتي تتمة هذا الكلام في فقه الحديث.

(والفقه يمان) الفقه في اللغة الفهم والفطنة، وغلب على الفهم في الدين، واصطلح بعد ذلك الفقهاء وأصحاب الأصول على تخصيص الفقه بإدراك الأحكام الشرعية العملية.

والمراد من الفقه في الحديث الفهم في الدين.

(والحكمة يمانية) في القاموس: الحكمة العدل والعلم والحلم. اهـ.

وقال أبو بكر بن دريد: كل كلمة وعظتك وزجرتك، أو دعتك إلى مكرمة، أو نهتك عن قبيح فهي حكمة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم إن من الشعر حكمة، وفي بعض الروايات "حكما".

والمراد من الحكمة في الحديث العلم المشتمل على معرفة الله.

(رأس الكفر نحو المشرق) أي شدته وصلابته وأعلاه في أهل المشرق، ففي القاموس: رأس كل شيء أعلاه.

(والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل) "الفخر" هو الافتخار وعد المآثر القديمة تعظيما. ومنه الإعجاب بالنفس، و"الخيلاء" الكبر واحتقار الناس، وفي الرواية الخامسة "الفخر والرياء" والرياء إظهار حسن على خلاف الحقيقة.

(الفدادين أهل الوبر) بدل من "أهل الخيل والإبل" والبدل هو المقصود بالحكم، فكأنه قال: الفخر والخيلاء في الفدادين من أهل الخيل والإبل و"الوبر" صوف الإبل، وليس في ذكر أهل الوبر مع ذكر أهل الإبل تكرار، فقد يكون أهل الإبل أشحاء على أنفسهم، فلا تظهر عليهم نعمتها، ولا يلبسون وبرها، وهو لبأس الأثرياء بخلاف صوف الغنم، والمقصود وصفهم بكونهم جامعين لكثرة الخيل وكثرة الإبل وكثرة الوبر.

(والسكينة في أهل الغنم) "السكينة" الطمأنينة والسكون والوقار والتواضع، وهي في مقابلة الفخر والخيلاء، فالمراد منها الوقار والتواضع.

(قبل مطلع الشمس) "قبل" بكسر القاف وفتح الباء، و"مطلع" بكسر اللام مكان الطلوع، أي جهة مكان طلوع الشمس، وهي بمعنى رواية "حيث يطلع قرنا الشيطان" ورواية "نحو المشرق" ورواية "قبل المشرق".

(والسكينة والوقار في أصحاب الشاء) عطف "الوقار" على السكينة عطف تفسير للمراد، وأصحاب الشاء هم أهل الغنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>