للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث) وفي ملحق الرواية: "تلعبان بدف" وفي الرواية الثانية: "تغنيان وتضربان" وفي رواية: "تدففان" أي تضربان بالدف، وفي رواية النسائي: "بدفين" والدف بضم الدال وفتحها، والضم أشهر ويقال له: الكربال بكسر الكاف، وهو الذي لا جلاجل فيه، فإن كانت فيه جلاجل فهو المزهر، وكأن الجاريتين تضرب كل منهما على دف، وترققان صوتهما بالأقوال والأشعار التي قالها الأنصار بعضهم لبعض، من فخر، أو هجاء. والغناء بكسر الغين ما يسمع، وبفتح الغين النفع. و"بعاث" بضم الباء وتخفيف العين، ونقل بالغين المعجمة، وهو ممنوع من الصرف، وقد يصرف، وهو اسم حصن للأوس وحوله مزرعة لهم. ويوم بعاث يوم مشهور من أيام العرب في الجاهلية، كانت فيه مقتلة عظيمة، وانتصر فيه الأوس على الخزرج، ولحسان بن ثابت وغيره من الخزرج، وكذا لقيس بن الحطيم وغيره من الأوس في ذلك أشعار كثيرة.

(وليستا بمغنيتين) أي لم تتخذا الغناء صناعة وعادة، ولم تعرفا به.

(أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ) وفي رواية أحمد: "فقال: يا عباد الله. المزمور عند رسول الله صلى الله عليه وسلم"؟ . والمزمور بضم الميم الأولى وفتحها، ويقال له أيضاً: مزمار بكسر الميم، مشتق من الزمير، وهو الصوت بصفير. وقال ابن سيده: يقال: زمر يزمر زميراً وزمراناً، غنى في القصب. وفي كتاب ابن التين: الزمر الصوت الحسن، ويطلق على الغناء أيضاً. اهـ.

وسميت به الآلة المعروفة التي يزمر بها. والجار المجرور" أبمزمور الشيطان" متعلق بمحذوف، والتقدير: أتلعبن بمزمور الشيطان؟ وأضافه إلى الشيطان من حيث أنه يلهي ويشغل القلب عن ذكر الله.

(وذلك في يوم عيد) وفي الرواية الثانية: "في أيام منى" وهي أيام التشريق الأيام الثلاثة بعد يوم النحر، وهي داخلة في أيام العيد، ولها حكمه في كثير من الأحكام كالأضحية، والتكبير فيها، وتحريم صومها.

(إن لكل قوم عيداً) أي إن لكل طائفة من الملل المختلفة عيداً يتمتعون فيه بالبهجة والسرور واللهو المباح.

(تغنيان وتضربان) أي بالدف.

(مسجى بثوبه) أي ملتف ومغطى به، وفي الرواية الرابعة: "فاضطجع على الفراش وحول وجهه". أي عن الجاريتين وعن الغناء، وكأن التغطية بالثوب لزيادة الحجب والبعد عن الغناء.

(فانتهرهما أبو بكر) أي زجر الجاريتين، وفي رواية للبخاري: "فانتهرني". أي زجرني، وكأنه زجرها لتقريرها ذلك وزجرهما لفعلهما.

(فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه) أي كشف الغطاء عن نفسه، والتفت إلى أبي بكر في جهة

<<  <  ج: ص:  >  >>