٦ - ومن الحث على التكبير والدعاء والصلاة والصدقة الحث على الطاعات عند البلاء، واستدفاع البلاء بالذكر والدعاء وغيرهما من القربات.
٧ - ومن قوله صلى الله عليه وسلم: "يا أمة محمد". إشفاقه صلى الله عليه وسلم، كما يخاطب الوالد ولده إذا أشفق عليه، بقوله: يا بني. كذا قيل. وكان قضية ذلك أن يقول: يا أمتي. لكن عدل عن ذلك لما في الإضافة إلى الضمير من الإشعار بالتكريم مما لا يتناسب ومقام التخويف والتحذير، ومثله: "يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً".
٨ - ويؤخذ منه أيضاً أن الواعظ ينبغي له حال وعظه أن لا يأتي بكلام فيه تفخيم لنفسه [إذ لم يقل: يا أمة رسول الله] بل يبالغ في التواضع لأنه أقرب إلى انتفاع من يسمعه. وقبوله لوعظه.
٩ - ومن التنبيه على غيرة الله على المعاصي يؤخذ أن التخويف بغضب الله حين البلاء أكثر تأثيراً لرقة القلب وإخلاص الذكر واستجابة الدعاء، وهذا الأسلوب خير أسلوب للوعظ. قال الحافظ ابن حجر: فيه ترجيح التخويف في الخطبة على التوسع في الترخيص.
١٠ - ومن تخصيص الزنا بالذكر من بين المعاصي يؤخذ قبح هذه المعصية ومدى تسببها في غضب الله.
١١ - ومن تعبيره صلى الله عليه وسلم: "عبده وأمته". يؤخذ حسن أدبه صلى الله عليه وسلم مع الله تعالى لتنزهه عن الزوجة والأهل الذين تتعلق بهم الغيرة غالباً.
١٢ - ومن الكلام عن الضحك والبكاء يؤخذ الزجر عن كثرة الضحك والحث على البكاء، والتحقق مما يصير إليه المرء بعد الموت.
١٣ - ومن قوله "ألا هل بلغت؟ ". تحريض الأمة على حفظ الشريعة وتبليغها والقيام عليها.
١٤ - وفي الحديث استحباب رفع اليدين عند الدعاء.
١٥ - ومن الرواية الثانية من خروجه صلى الله عليه وسلم إلى المسجد استحباب صلاة الكسوف في المسجد الذي تصلي فيه الجمعة، وفي الرواية الثالثة عشرة: "ثم جئت ودخلت المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً فقمت معه .... إلخ". وفي الرواية الواحدة بعد العشرين: "حتى أتى المسجد فقام يصلي ... إلخ". فالمراد من "مصلاه" في الرواية السابعة مكان الإمام من مسجده صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن حجر: وصح أن السنة في صلاة الكسوف أن تصلي في المسجد، ولولا ذلك لكانت صلاتها في الصحراء أجدر برؤية الانجلاء.
١٦ - وفي الأحاديث صلاتها جماعة، وهو أمر مستحب، وليس شرطاً لصحتها، فتصح فرادى. قال الحافظ ابن حجر: وإن لم يحضر الإمام الراتب أم لهم بعضهم، وبه قال الجمهور. وقال الثوري: إن لم يحضر الإمام صلوا فرادى.