٢١٢٢ - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما فتحت مكة قسم الغنائم في قريش؛ فقالت الأنصار إن هذا لهو العجب، إن سيوفنا تقطر من دمائهم وإن غنائمنا ترد عليهم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم، فقال "ما الذي بلغني عنكم؟ " قالوا هو الذي بلغك. وكانوا لا يكذبون. قال "أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم لو سلك الناس وادياً أو شعباً وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار".
٢١٢٣ - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بذراريهم ونعمهم. ومع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ عشرة آلاف ومعه الطلقاء فأدبروا عنه، حتى بقي وحده. قال: فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما شيئاً. قال: فالتفت عن يمينه فقال "يا معشر الأنصار" فقالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك. قال: ثم التفت عن يساره فقال "يا معشر الأنصار" قالوا لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك. قال: وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال أنا عبد الله ورسوله، فانهزم المشركون، وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء، ولم يعط الأنصار شيئاً. فقالت الأنصار إذا كانت الشدة فنحن ندعى وتعطى الغنائم غيرنا. فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال "يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم؟ " فسكتوا. فقال "يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد تحوزونه إلى بيوتكم؟ " قالوا بلى يا رسول الله رضينا. قال: فقال "لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً لأخذت شعب الأنصار". قال هشام: فقلت يا أبا حمزة أنت شاهد ذاك؟ قال وأين أغيب عنه؟ .
٢١٢٤ - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: افتتحنا مكة ثم إنا غزونا حنيناً، فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت. قال: فصفت الخيل ثم صفت المقاتلة ثم صفت النساء من وراء ذلك ثم صفت الغنم ثم صفت النعم. قال: ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد. قال: فجعلت خيلنا تلوي خلف ظهورنا، فلم نلبث أن انكشفت خيلنا، وفرت الأعراب ومن نعلم من الناس. قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم "يال المهاجرين يال المهاجرين" ثم قال "يال الأنصار يال الأنصار". قال: قال أنس هذا حديث عمية. قال: قلنا لبيك يا رسول الله. قال: فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فايم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله. قال: فقبضنا ذلك المال ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة ثم رجعنا إلى مكة فنزلنا. قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الرجل المائة من الإبل. ثم ذكر باقي الحديث كنحو حديث قتادة وأبي التياح وهشام بن زيد.