وعيينة بن بدر الفزاري، وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، وزيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان. قال: فغضبت قريش فقالوا أتعطي صناديد نجد وتدعنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم" فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس، فقال اتق الله يا محمد. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟ " قال ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله. (يرون أنه خالد بن الوليد) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من ضئضئ هذا قوماً يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد".
٢١٣٤ - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها. قال: فقسمها بين أربعة نفر. بين عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، وزيد الخيل، والرابع إما علقمة بن علاثة، وإما عامر بن الطفيل. فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء. قال: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء". قال: فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار، فقال يا رسول الله اتق الله فقال "ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله". قال: ثم ولى الرجل. فقال خالد بن الوليد يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ فقال "لا لعله أن يكون يصلي" قال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم". قال: ثم نظر إليه وهو مقف فقال "إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية". قال: أظنه قال "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود".
٢١٣٥ - عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد قال: وعلقمة ابن علاثة ولم يذكر عامر بن الطفيل. وقال ناتئ الجبهة ولم يقل ناشز وزاد. فقام إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال "لا". قال: ثم أدبر فقام إليه خالد سيف الله فقال يا رسول الله ألا أضرب عنقه"؟ قال "لا" فقال "إنه