(فضرب بيديه) في الرواية التاسعة "وصفق بيديه" وفي الرواية المتممة للعشرين "ثم طبق بيديه" والمعنى أنه نشر أصابع يديه العشرة واضعاً كفاً على كف، والسبابة على السبابة والوسطى على الوسطى ثم باعد بين الكفين ناشراً الأصابع في مواجهة المخاطبين.
(وقال: الشهر هكذا وهكذا وهكذا) أي صفق بيديه ونشرهما مرة ومرة ومرة، وعقد إبهامه في المرة الثالثة، وفي الرواية السابعة "الشهر هكذا وهكذا وهكذا، قبض إبهامه في الثالثة" وفي الرواية الثامنة "الشهر هكذا وهكذا وهكذا، عشرا وعشراً وتسعاً" وفي الرواية التاسعة "الشهر كذا وكذا وكذا، وصفق بيديه مرتين بكل أصابعهما، ونقص في الصفقة الثالثة إبهام اليمنى أو اليسرى" وفي الرواية العاشرة "الشهر تسع وعشرون""وطبق الراوي يديه ثلاث مرار، وكسر الإبهام في الثالثة" وفي الرواية الثانية عشرة "الشهر هكذا وهكذا -وأشار بأصابعه العشر مرتين- وهكذا في الثالثة -وأشار بأصابعه كلها، وحبس أو خنس إبهامه" وفي الرواية التاسعة عشرة "إنما الشهر -وصفق بيديه ثلاث مرات وحبس إصبعاً واحدة في الأخرة" وفي الرواية المتممة للعشرين "الشهر يكون تسعاً وعشرين -ثم طبق النبي صلى الله عليه وسلم بيديه ثلاثاً مرتين بأصابع يديه كلها، والثالثة بتسع منها" وفي الرواية الثانية والعشرين "ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيديه على الأخرى، فقال: الشهر هكذا وهكذا، ثم نقص في الثالثة إصبعاً" وفي ملحقها "الشهر هكذا وهكذا وهكذا، عشراً وعشراً وتسعاً مرة".
وهذه التعبيرات المختلفة لإشاراته صلى الله عليه وسلم لا تناقض بينها، وكلها تحكي حالة واحدة، وقصة واحدة، حاصلها أنه صلى الله عليه وسلم أشار أولاً بأصابع يديه العشر جميعاً مرتين. وقبض الإبهام في المرة الثالثة، وهذا المعبر عنه في بعض الروايات بقوله:"تسع وعشرون" وأشار مرة أخرى بأصابع يديه العشر ثلاث مرات، وهو المعبر عنه في ملحق الرواية العاشرة "الشهر ثلاثون -وطبق كفيه ثلاث مرار" لكن أكثر الرواة اقتصر على ذكر حالة قبض الإبهام في الثالثة.
(الشهر تسع وعشرون) في الرواية الثالثة "إنما الشهر تسع وعشرون" وفي الرواية السادسة "الشهر تسع وعشرون ليلة" وفي الرواية الثانية عشرة "إن الشهر تسع وعشرون" وفي الرواية المتممة للعشرين "إن الشهر يكون تسعاً وعشرين" وفي الرواية الحادية والعشرين "إن الشهر يكون تسعة وعشرين يوماً" ومن المعلوم أن العدد من الثلاث إلى التسع يذكر مع المؤنث ويؤنث مع المذكر فإن حذف المعدود جاز تذكير العدد على تقدير معدود مؤنث، وتأنيث العدد على تقدير معدود مذكر وأكثر الروايات على تذكير العدد "تسع" بدون التاء، فتمييزه "ليلة".
وقد جاءت الرواية الثالثة بطريق الحصر "إنما" والروايات الأخرى بتعريف "الشهر" مما ظاهره الحصر أيضاً، مع أن الحصر غير مراد قطعاً، ولهذا قال الحافظ ابن حجر: والجواب أن المعنى أن الشهر يكون تسعة وعشرين -وهذا الجواب لا يصلح مع رواية "إنما" لو صح لفظها أو اللام للعهد، والمراد شهر بعينه- كأنه قال: هذا الشهر، أو إنما هذا الشهر- أو هو محمول على الأكثر الأغلب، لقول ابن مسعود:"ما صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعاً وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين". أخرجه أبو داود والترمذي، ومثله عن عائشة عند أحمد بإسناد جيد [واستدلال الحافظ ابن حجر بهذا الحديث على