للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-[المباحث العربية]-

(عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر) أصل الإسناد: عن عبد الملك عن أبيه أبي بكر بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا هريرة ... " فالقائل: "سمعت أبا هريرة" أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.

(يقص يقول في قصصه) المراد من القصص القول والرواية، وليس ما يتبادر من لفظ القصة ذات الحوادث، فالمعنى: يروى، يقول فيما يرويه.

(من أدركه الفجر جنباً فلا يصم) وفي رواية مالك "من أصبح جنباً أفطر ذلك اليوم"، وللنسائي "من أصبح جنباً فلا يصوم ذلك اليوم"، وللنسائي أيضاً "من احتلم من الليل أو واقع أهله، ثم أدركه الفجر ولم يغتسل فلا يصم"، وفي رواية "من أصبح جنباً فليفطر".

(فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث) أي "لأبيه" فأنكر ذلك القائل "فذكرت" هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وكان الأصل أن يقول: فذكرت ذلك لأبي عبد الرحمن بن الحارث، أو يقول: فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث "لأبي" لكنه عبر بضمير الغيبة "لأبيه" بدل ضمير التكلم، فأثار قلقاً في العبارة. قال النووي عنها: وهو صحيح مليح، ومعناه ذكره أبو بكر لأبيه عبد الرحمن، فقوله "لأبيه" بدل من عبد الرحمن، بإعادة حرف الجر. قال القاضي ووقع في رواية ابن ماهان "فذكر ذلك عبد الرحمن لأبيه، وهذا غلط فاحش، لأنه تصريح بأن الحارث والد عبد الرحمن هو المخاطب بذلك، وهو باطل، لأن هذه القصة كانت في ولاية مروان على المدينة في خلافة معاوية، والحارث توفي في طاعون عمواس في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ثمان عشرة. اهـ.

(فانطلق عبد الرحمن وانطلقت معه) المتكلم أبو بكر بن عبد الرحمن، وكان الأصل أن يقول: فانطلق أبي عبد الرحمن وانطلقت معه حتى دخلنا على عائشة، وفي الرواية طي توضحه الرواية الرابعة، والروايات في غير مسلم حاصلها أنه لما أنكر عبد الرحمن ما سمعه من ابنه أبي بكر اجتمعا معاً عند مروان بن الحكم أمير المدينة، فحدثه عبد الرحمن بما يقول أبو هريرة، فقال مروان: أقسمت عليك يا عبد الرحمن لتذهبن إلى أمي المؤمنين عائشة وأم سلمة، فتسألنهما عن ذلك. قال أبو بكر: فذهب عبد الرحمن وذهبت معه ..

(حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة) ظاهره أنهما كانتا في مكان واحد، والواقع غير ذلك وأنهما ذهبا إلى عائشة في بيتها فسألاها، ثم ذهبا إلى أم سلمة في بيتها فسألاها.

(كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من غير حلم) "حلم" بضم الحاء، وبضم اللام وإسكانها، وهل يحتلم الأنبياء أو لا يحتلمون؟ . وما فائدة ذكرها؟ سيأتي ذلك في فقه الحديث.

(عزمت عليك إلا ما ذهبت إلى أبي هريرة، فرددت عليه ما يقول) أي أمرتك أمراً

<<  <  ج: ص:  >  >>