(صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) في رواية البخاري "صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" فاللام في روايته بمعنى الباء.
(بالحديبية) تخفف باؤها وتشدد، والتخفيف هو المختار.
يقال: حدب الرجل إذا خرج ظهره ودخل صدره وبطنه، والأحدب من الأرض الغليظ المرتفع، والحديبية مكان أو قرية صغيرة سميت باسم بئر أو شجرة هناك حدباء، وهي على تسعة أميال من مكة، وأكثرها في الحرم وباقيها في الحل.
(في إثر سماء كانت من الليل)"إثر" بكسر الهمزة وسكون الثاء، وبفتح الهمزة والثاء، هو ما يعقب الشيء، والسماء المطر، وأطلق عليه سماء لكونه ينزل من جهة السماء، والمعنى: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح عقب مطر نزل في الليل.
(فلما انصرف) من صلاته أو من مكانه.
(أقبل على الناس) أي اتجه إليهم بوجهه بعد أن كانوا خلفه في الصلاة، والمراد من الناس الصحابة الذين كانوا معه.
(هل تدرون ماذا قال ربكم؟ )"ماذا" في محل مفعول "قال" وقد علقت "تدرون" عن العمل، والاستفهام للتنبيه، وليس على حقيقته من طلب الفهم لأنه صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم لا يدرون، والتعبير بلفظ الرب وإضافته لضمير المخاطبين للإشعار بالفضل والمنة. كأنه يقول: ماذا يقول مربيكم وصاحب الفضل عليكم بالمطر؟ .
(الله ورسوله أعلم) أفعل التفضيل "أعلم" ليس على بابه، وليس المراد أنهم يشاركون في العلم ويزيد الله ورسوله عليهم فيه، لأنهم لم يكونوا يعلمون شيئا أصلا مما قاله الله في هذه الليلة.
(أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر) صلة "كافر" محذوفة للعلم بها مما قبلها، والتقدير وكافر بي، والمراد من عباد الله عموم العباد، بدليل تقسيمهم إلى مؤمن وكافر، أما قوله تعالى {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}[الحجر: ٤٢] وقوله {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا}[الفرقان: ٦٣] فالإضافة فيهما للتشريف كأنه قال: إن العباد الذين يستحقون التشريف بإضافتهم إلى ليس لك عليهم سلطان.
(فأما من قال ... ) إلخ. الفاء للتفريع، و"أما" حرف شرط وتفصيل.
(مطرنا بنوء كذا) النوء في الأصل ليس هو النجم، فإنه مصدر. ينوء النجم إذا سقط وغاب، وقيل: إذا نهض وطلع، لكن المراد من النوء هنا النجم تسمية للفاعل بالمصدر.