للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ألم تروا) المراد من الرؤية هنا العلم، لأن المستفهم عنه قول، وهو لا يرى والاستفهام للتنبيه، كما في الرواية السابقة.

(ما أنعمت على عبادي من نعمة) "من" زائدة لتأكيد النفي، و"نعمة" مفعول به لأنعمت، والمراد هنا من الإنعام ومن النعمة الإمطار، والمطر من إطلاق العام على بعض أفراده.

(يقولون: الكواكب وبالكواكب) "الكواكب" خبر مبتدأ محذوف تقديره الممطر أو المنعم الكواكب، و"بالكواكب" جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره: مطرنا بالكواكب، وجملة "يقولون" في محل النصب خبر لأصبح بعد خبر، أو حال من الضمير في "كافرين".

(ما أنزل الله من السماء من بركة) أي من مطر نافع، فالماء الذي ينزل من السماء قد يكون نقمة وضررا يحدث سيلا وتخريبا، وقد يكون غيثا مغيثا نافعا، وموطن المنة والنعمة هو النافع، وسمي بركة أي مباركا لما يترتب عليه من البركة والزيادة والنماء، قال تعالى: {ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج} [ق: ٩ - ١١].

(الكوكب كذا وكذا) "كذا وكذا" كناية عن الخبر مبنية على السكون في محل رفع، أي الكوكب ممطرنا ومغيثنا.

(مطر الناس) "مطر" فعل متعد كأمطر، يقال مطرتهم السماء وأمطرتهم السماء، وحذف الفاعل هنا وبني الفعل للمجهول، والأصل: مطر الله الناس.

(أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا) في الأسلوب لف ونشر مرتب، فالقائلون: هذه رحمة الله نشر للشاكرين، والقائلون: لقد صدق نوء كذا وكذا نشر للكافرين.

{فلا أقسم بمواقع النجوم} "لا" زائدة للتأكيد، والأصل فأقسم ومواقع النجوم مساقط الكواكب وأماكن مغاربها.

{وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} في الكلام مضاف مقدر، أي تجعلون شكر رزقكم تكذيبكم، فشكركم إذا مطرتم تكذيبكم. ومعنى جعل الشكر تكذيبا جعل التكذيب مكان الشكر فكأنه عينه عندهم، فهو من باب: تحية بينهم ضرب وجيع.

-[فقه الحديث]-

قال النووي: اختلف العلماء في كفر من قال: مطرنا بنوء كذا على قولين:

<<  <  ج: ص:  >  >>