هذا والرواية الأولى والثانية صريحتان في أنهما حديث قدسي، والرواية الثالثة والرابعة صريحتان في أنهما حديث نبوي، وقد علمنا أن الحديث القدسي والحديث النبوي كلاهما عن الله تعالى - على الصحيح - لقوله تعالى:{وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}[النجم: ٣، ٤] وأن الفرق بينهما -على الأصح- من جهتين:
الأولى: أن الحديث القدسي لفظه ومعناه من الله، والحديث النبوي لفظه من عند النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله.
الثانية: أن الحديث القدسي هو ما أضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه بخلاف الحديث النبوي.
وبناء على ما تقدم نتساءل: هل الروايات الأربع واقعة واحدة؟ وحديث واحد؟ والاختلاف من الرواة؟ بعضهم روى باللفظ، وبعضهم روى بالمعنى؟
أو هي في واقعتين؟ . واقعة الحديث النبوي بمكة؟ وواقعة الحديث القدسي بالحديبية؟
من قال: إن سورة الواقعة كلها مكية، بما فيها قوله تعالى:{فلا أقسم بمواقع النجوم ... } إلى قوله: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}[الواقعة: ٧٥ - ٨٢] وهو قول الأكثرين يلتزم أن الروايات الأربع ليست في واقعة واحدة، لأن الرواية الأولى تصرح أنها في الحديبية (أي سنة ست من الهجرة) والرواية الرابعة تصريح بأن الحديث مع نزول الآية.
أما على القول باستثناء هذه الآيات من سورة الواقعة، وجعلها مدنية فيمكن اعتبار الروايات الأربع في الحديبية، والاختلاف من الرواة.