للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي المراد من السبع الأواخر قال الحافظ ابن حجر: الظاهر أن المراد بها أواخر الشهر [أي ابتداء من ليلة الرابع والعشرين إن كان الشهر ثلاثين، ومن ليلة الثالث والعشرين إن كان الشهر ثلاثين، والاحتياط بدء الالتماس على هذا من ليلة الثالث والعشرين وقيل المراد به السبع التي أولها ليلة الثاني والعشرين وآخرها ليلة الثامن والعشرين، ولا تدخل ليلة التاسع والعشرين.

وفي الرواية الثالثة "في العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر منها" وفي الرواية التاسعة "فالتمسوها في العشر الأواخر في كل وتر" وفي الرواية الثالثة عشرة "فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" وفسرها أبو سعيد الخدري على أن الشهر ثلاثون، فإذا مضت واحدة وعشرون ليلة كان الباقي منه تسعاً، وليلة ثنتين وعشرين التاسعة، وإذا مضى ثلاث وعشرون ليلة كان الباقي من الشهر سبعاً، وليلة أربع وعشرين السابعة، وإذا مضى خمس وعشرين ليلة كان الباقي خمس ليال وكانت ليلة ست وعشرين هي الخامسة، فكأن المأمور به التماسها في الليلة الثانية والعشرين والرابعة والعشرين والسادسة والعشرين، فتكون في الشفع لا في الوتر.

وفي البخاري "التمسوها في العشر الأواخر .... في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى". وظاهرها يتفق مع تفسير أبي سعيد، فيتعارض مع أحاديث طلبها في الوتر.

وقد جمع بعض المحققين بين الأحاديث على خلاف تفسير أبي سعيد، فقال: إن المطلوب التماسها ليلة واحدة وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين أعني الوتر، فإذا كان الشهر تسعاً وعشرين فواضح، إذ ليلة واحد وعشرين هي التاسعة مما يبقى، وليلة ثلاث وعشرين هي السابعة مما يبقى. وهكذا، وإن كان الشهر ثلاثين فالمراد من "تاسعة تبقى" أي تبقى خارجاً عن الليلة المطلوبة التي هي ليلة واحد وعشرين. ذكره الحافظ ابن حجر، وهو جمع حسن، يرفع الإشكال عن الروايات الصحيحة التي ظاهرها الشفع.

(أريت ليلة القدر) أي أريت مناماً تحديد وقتها، بأن قيل لي مثلاً: هي ليلة كذا، وليس معناه أنه رأى علامتها، أو رأى الأنوار، أو الملائكة، ثم أنسي، لأن مثل ذلك قلما ينسى.

(ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها) سبب نسيانها انشغاله صلى الله عليه وسلم بالمتخاصمين -كما سيأتي في الرواية الثالثة عشرة، ففي هذه الرواية طي وحذف، والأصل: ثم أيقظني بعض أهلي، فخرجت لأخبركم بها، فجاء رجلان يحتقان، معهما الشيطان، فنسيتها، وقد روي لفظ "فنسيتها" بفتح النون وكسر السين مخففه، والمقصود الإخبار بنسيانه من غير إشارة إلى سبب النسيان، وبضم النون وتشديد السين المكسورة. وبلفظ "أنسيتها" بضم الهمزة، أي نساني أو أنساني حادث. والمراد نسيان علم تعيينها في تلك السنة.

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر التي في وسط الشهر) أي يعتكف في المسجد، وفي الرواية الحادية عشرة، اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول في عام، ثم اعتكف الأوسط فقط بعض الأعوام، ثم اعتكف

<<  <  ج: ص:  >  >>