للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العشر الأوسط والعشر الأواخر، كما توضح الرواية الثالثة عشرة، ثم اقتصر بعد ذلك على العشر الأواخر، حتى آخر أعوامه صلى الله عليه وسلم فاعتكف عشرين يوماً، ففي البخاري "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً" وسيأتي الكلام عن ذلك في كتاب الاعتكاف

(ثم إنه أقام في شهر جاور فيه تلك الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس) أي إنه أقام في شهر من أشهر رمضان معتكفاً ليلة واحدة وعشرين، وتوضيح ذلك في الرواية الحادية عشرة "اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية" وهي قبة صغيرة من لبود، أي صوف ملبد، وكان يعتكف دائماً في خباء كالخيمة الصغيرة تضرب له في المسجد" على سدتها حصير" أي بابها من حصير والسدة الباب "فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة" أي فتح باب القبة بإزاحة الحصير في ناحية "ثم أطلع رأسه" من القبة "فكلم الناس" أي ناداهم: أيها الناس "فدنوا منه، فقال": إلخ. وتكملة الصورة في الرواية الثالثة عشرة أنه صلى الله عليه وسلم لما أصبح بعد الليلة المتممة للعشرين أمر -كعادته- بالبناء فقوض، أي هدم وأزيل، أي طويت القبة، ليعود إلى بيوت أزواجه، وجاءه جبريل، فقال له: إن ما تطلبه أمامك. فأمر بالقبة فضربت ثانية، فكشف بابها، وأخرج رأسه منها وكلم الناس، وذلك في صبيحة الليلة المتممة للعشرين، أي في صبح اليوم العشرين.

(ثم بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر) أي بناء على إشارة جبريل وقوله له: إن ما تطلبه أمامك، وفي الرواية الحادية عشرة "ثم أتيت، فقيل لي: إنها في العشر الأواخر".

(فمن اعتكف معي فليبت في معتكفه) قال النووي: هكذا هو في أكثر النسخ "فليبت" من المبيت، وفي بعضها "فليثبت، من الثبوت، وفي بعضها "فليلبث" من اللبث، وكلها صحيح. والمعتكف بفتح الكاف هو موضع الاعتكاف. اهـ

وفي الرواية الحادية عشرة "فمن أحب منكم أن يعكتف فليعتكف" وفي الثانية عشرة "فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع".

(وقد رأيت هذه الليلة) أي أبصرتها، أي أبصرت علامتها، وهي السجود في الماء والطين، كما هو في الرواية التاسعة، وقد أعلم بوقتها في تلك السنة، فنسيه.

(وقد رأيتني أسجد في ماء وطين) وفي الرواية الحادية عشرة "وإني أريتها ليلة وتر، وأني أسجد صبيحتها -أي في صلاة فجرها- في طين وماء" وفي الرابعة عشرة "وأراني صبحها أسجد في ماء وطين".

(مطرنا ليلة إحدى وعشرين، فوكف المسجد) أي قطر الماء من سقفه، وفي الرواية الحادية عشرة "فمطرت السماء، فوكف المسجد" وفي الرواية الثانية عشرة "فرجعنا -أي إلى معتكفنا- وما نرى في السماء قزعة -بفتح القاف والزاي وهي القطعة من السحاب -وجاءت

<<  <  ج: ص:  >  >>