(وتكفرن العشير) ضمن "تكفرن" معنى "تجحدن" فعدى بنفسه، وأصله يتعدى بالباء، والعشير هو الخليط من المعاشرة، وكثر إطلاقه على الزوج لكثرة مخالطته الزوجة، وهو المراد هنا، وفي الكلام مضاف محذوف، والتقدير: تكفرن وتجحدن وتغطين إحسان الزوج وفضله.
(وما رأيت من ناقصات عقل ودين) "من" زائدة و"ناقصات" مفعول "رأيت" الأول ومفعولها الثاني "أغلب لذي لب".
والعقل قوة يميز الإنسان بها بين حقائق المعلومات.
(أغلب لذي لب منكن) أي ما رأيت أشد غلبة لذوي العقول منكن، وفي رواية البخاري "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن" وهذا من جملة أسباب كونهن أكثر أهل النار، لأنهن إذا كن سببا لإذهاب عقل الرجل الحازم، حتى يفعل أو يقول ما لا ينبغي، فقد شاركنه في الإثم وزدن عليه، واللب أخص من العقل، إذ هو الخالص منه والكامل فيه.
(وما نقصان العقل والدين؟ ) "ال" في "العقل والدين" للعهد أو عوض عن المضاف إليه، والتقدير: وما نقصان عقلنا وديننا؟ قال الحافظ ابن حجر: كأنه خفي عليهن ذلك حتى سألن عنه، ونفس هذا السؤال دال على النقصان، لأنهن سلمن ما نسب إليهن من إكثار اللعن وكفران العشير، ثم استشكلن كونهن ناقصات. والسؤال عن مظاهر وأدلة نقصان عقلهن ودينهن.
(أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد) "أما" حرف شرط وتفصيل، وفي رواية البخاري "أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى".
(فهذا نقصان العقل) أي فهذا لضعف الضبط المنبئ عن نقصان العقل.
(وتمكث الليالي ما تصلي) فيه اكتفاء والأصل: وتمكث الليالي والأيام والمقصود بها ليالي الحيض وأيامه.
-[فقه الحديث]-
اختلف العلماء في رؤيته صلى الله عليه وسلم النساء أكثر أهل النار، هل هي رؤية عين في اليقظة؟ أو رؤية منام؟ أو رؤية علمية؟ .
المختار أنها رؤية عين في اليقظة. لكن هل رأى صلى الله عليه وسلم النار فعلا على حقيقتها، ورفعت له الحجب وطويت المسافات؟ أو مثلت له؟ ومتى وقع هذا؟ .
قال بعضهم إنه صلى الله عليه وسلم رأى النار فعلا ليلة الإسراء، ولا إحالة في هذا على مذهب أهل السنة القائلين بأن الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان الآن، ولا إحالة في أن يخلق الله في نبيه صلى الله عليه وسلم إدراكا خاصا به يدرك به الجنة والنار على حقيقتهما.