(فإنكم أخذتموهن بأمان الله) قال النووي: هكذا هو في كثير من الأصول وفي بعضها "بأمانة الله". اهـ أي بسبب الأمان والعهد الذي عهد به إليكم، وجعلن أمانة لديكم.
(واستحللتم فروجهن بكلمة الله) قيل: معناه قوله تعالى: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}[البقرة: ٢٢٩] وقيل المراد كلمة التوحيد وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لا تحل مسلمة لغير مسلم وقيل المراد بإباحة الله والكلمة {فانكحوا ما طاب لكم من النساء}[النساء: ٣]. قال النووي: وهذا الثالث هو الصحيح، وقيل: المراد بالكلمة الإيجاب والقبول، ومعناه على هذا بالكلمة التي أمر الله تعالى بها.
(أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه) قال المازري: قيل: المراد بذلك لا يستخلين بالرجال، ولم يرد زناها، لأن ذلك يوجب جلدها، ولأن ذلك حرام مع من يكرهه الزوج ومن لا يكرهه، وقال القاضي عياض: كانت عادة العرب حديث الرجال مع النساء، ولم يكن ذلك عيباً، ولا ريبة عندهم، فلما نزلت آية الحجاب نهوا عن ذلك.
قال النووي: والمختار أن معناه أن لا يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم، سواء كان المأذون له رجلاً أجنبياً أو امرأة أو أحداً من محارم الزوجة. اهـ والأولى قصر النهي على المرأة والمحرم، أما الرجل الأجنبي فهو ظاهر الحرمة.
(قال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس) قال النووي: هكذا ضبطناه "ينكتها" بالتاء بعد الكاف، قال القاضي: وهو بعيد المعنى، قيل صوابه "ينكبها" بالباء بعد الكاف، ومعناه يقلبها ويرددها إلى الناس مشيراً إليهم، اهـ وفي كتب اللغة: نكت الشيء نثر ما فيه أو أخرجه، يقال: نكت العظم أخرج مخه.
(فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات) قال النووي: هي صخرات مفترشات في أسفل جبل الرحمة، وهو الجبل الذي بوسط أرض عرفات.
(وجعل حبل المشاة بين يديه) قال النووي: روي "حبل" بالحاء المهملة، وروي "جبل" بالجيم وفتح الباء، قال القاضي: الأول أشبه بالحديث، و"حبل المشاة" مجتمعهم، وأما الجيم فمعناه طريقهم، وحيث تسلك الرجالة. اهـ[وفي كتب اللغة: الجبل بفتح الجيم وضمها وكسرها مع سكون الباء الجماعة من الناس والساحة].
(وأردف أسامة خلفه) أي ركب القصواء، وأردف عليها أسامة بن زيد خلفه.
(ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي دفع عن المكان، ورحل عنه.