الله المحافظة على أداء الصلوات في مواقيتها، قال ابن مسعود: ثم ماذا من أعمال الصالحات أحب إلى الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بر الوالدين ورعاية أمورهما والإحسان إليهما. قال: ثم أي الأعمال بعد بر الوالدين؟ قال: الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الإسلام ونشره بين الأمم.
وكان ابن مسعود يرغب في الاسترسال في أسئلته حرصا على الاستزادة من العلم ومعرفة أبواب الخير، لكنه استشعر أو خاف ملل الرسول صلى الله عليه وسلم فسكت شفقة منه عليه، وهو يعلم أنه لو سأل زيادة لأجيب.
فرضي الله عن ابن مسعود وعن سائر الصحابة الذين قال الله فيهم {يحبهم ويحبونه} [المائدة: ٥٤] وصلى الله عليه وسلم على من قال فيه ربه {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} [التوبة: ١٢٨].
-[المباحث العربية]-
(أي العمل أفضل) وفي الرواية الثانية "أي الأعمال أقرب إلى الجنة" وفي الرواية الثالثة "أي الأعمال أحب إلى الله" والظاهر أن السؤال كان بالصيغة الأولى، والصيغتان الثانية والثالثة من تصرف الرواة، والرواية بالمعنى والتعبير بالملزوم بدل اللازم.
(الصلاة لوقتها) اللام للابتداء كقوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس} [الإسراء: ٧٨].
أي الصلاة لابتداء وقتها، وقيل: للاستقبال كقوله تعالى: {فطلقوهن لعدتهن} [الطلاق: ١].
أي الصلاة مستقبلة وقتها، وقيل: بمعنى "في" أي الصلاة في وقتها. ورواه الدارقطني بلفظ "لأول وقتها" وقال النووي عنها: إنها ضعيفة.
وفي روايتنا الثانية: الصلاة على مواقيتها" وفي روايتنا الثالثة كرواية البخاري "الصلاة على وقتها" ويمكن أن يفهم من هذه الرواية أن المقصود أول وقتها، من حيث إن لفظة "على" تقتضي الاستعلاء على جميع الأوقات، فيتعين أول الوقت.
والتحقيق أن الاستعلاء المفهوم من لفظ "على" إنما يدل على تحقق دخول الوقت ليقع الأداء فيه، ولا يدل على أول الوقت، فالمراد التمكن من أدائها في أي جزء من أجزاء وقتها.
(ثم أي) قيل: الصواب أنه غير منون، لأن السائل ينتظر الجواب، والتنوين لا يوقف عليه، فتنوينه ووصله بما بعده خطأ، فيوقف عليه وقفة لطيفة، ثم يؤتى بما بعده، وهو مضاف تقديرا، والمضاف إليه محذوف لفظا، والتقدير: ثم أي العمل أفضل، فيوقف عليه بلا تنوين.
(بر الوالدين) قال أهل اللغة: بررت والدي - بكسر الراء- أبره- بضمها مع فتح الباء- برا، وأنا بر به - بفتح الباء- وبار، وجمع البر الأبرار وجمع البار البررة، والبر ضد العقوق.