للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسافة، ففي رواية عن أسامة "حتى جئنا المزدلفة، فأقام المغرب، ثم أناخ الناس في منازلهم، ولم يحلوا حتى أقام العشاء الآخرة، فصلى ثم حلوا، قال كريب: وكيف فعلتم حين أصبحتم؟ قال: ردفه الفضل بن العباس، وانطلقت أنا في سباق قريش على رجلي "ولا يلزم من هذا أن يكون أسامة لم يحضر رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة، فقد يكون سبق إلى الجمرة، وانتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك، يؤيد هذا ما جاء عن أم الحصين قالت: "فرأيت أسامة بن زيد وبلالاً في حجة الوداع، وأحدهما آخذ بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم والآخر رافع ثوبه يستره من الحر، حتى رمى جمرة العقبة فرواية البخاري عن ابن عباس "أن أسامة بن زيد والفضل كلاهما قالا: لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة" هذه الرواية لا يحكم عليها بأنها مرسلة، بل هي متصلة.

(فلما بلغ الشعب الأيسر) الشعب بكسر الشين وسكون العين هي الطريق في الجبل، واللام فيه هنا للعهد وهو بين عرفة والمزدلفة.

(فصببت عليه الوضوء) بفتح الواو الماء الذي يتوضأ به، وقد يطلق في لغة ضم الواو على الماء الذي يتوضأ به أيضاً، وهي لغة ليست بشيء.

(فتوضأ وضوءاً خفيفاً) أي خففه بأن توضأ مرة مرة بدل ثلاث، أو خفف استعمال الماء بالنسبة إلى غالب عادته صلى الله عليه وسلم، وهذا معنى قوله في الرواية التاسعة "ولم يسبغ الوضوء" وقوله في الرواية الحادية عشرة والثانية عشرة "فتوضأ وضوءاً ليس بالبالغ" وقال ابن عبد البر: معناه استنجى، وأطلق عليه اسم الوضوء لأنه من الوضاءة وهي النظافة، ومعنى الإسباغ الإكمال، أي لم يكمل وضوءه فيتوضأ للصلاة، قال: وقيل: إن معنى قوله "لم يسبغ الوضوء" أي لم يتوضأ في جميع أعضاء الوضوء، بل اقتصر على بعضها، فيكون وضوءاً لغوياً أيضاً، ويبعد هذين التأويلين أنه لا يقال للناقص خفيف، ثم إن قول أسامة "الصلاة" يدل على أنه رآه يتوضأ وضوء الصلاة، واحتمال أن مراد أسامة أتريد الصلاة؟ فلم تتوضأ وضوء الصلاة؟ احتمال بعيد، ثم إن قول أسامة "صببت عليه الوضوء فتوضأ "يبعد أن المراد بالوضوء الاستنجاء.

(الصلاة يا رسول الله) منصوب على الإغراء. أي توضأت فالزم الصلاة، ويجوز الرفع، والتقدير: حانت الصلاة، وفي الرواية العاشرة "أتصلي"؟ .

(الصلاة أمامك) مبتدأ وخبر، و"أمامك" مكاناً أو زماناً، أي في المكان أو الزمان الآتي بعد وفي الرواية العاشرة "المصلى أمامك".

(فركب حتى أتى المزدلفة، فصلى) في الكلام طي محذوف، والأصل كما جاء في الرواية التاسعة "فلما جاء المزدلفة نزل، فتوضأ فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة".

(ثم ردف الفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي ركب الفضل خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، صبيحة المبيت بالمزدلفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>