للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(غداة جمع) الغداة الصباح، و"جمع" بفتح الجيم وسكون الميم اسم المزدلفة، أي غداة الليلة التي كانت بالمزدلفة.

(حتى بلغ الجمرة) أل في "الجمرة" للعهد، أي جمرة العقبة.

(عن الفضل بن عباس -وكان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال) أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس حين دفعوا من عرفة عشية، وحين دفعوا من المزدلفة صباحاً. قال لهم في كل من الدفعين: عليكم بالسكينة أي الدفع بهدوء وراحة للدواب، وعدم الجري بها، وعدم التزاحم في السير.

(وهو كاف ناقته) أي مانعها من الإسراع.

(حتى دخل محسراً) بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين المشددة، وهو واد في نطاق منى.

(عليكم بحصى الخذف) وهو الحصى الذي في قدر حبة الباقلاء، والتي توضع بين السبابة والإبهام فترمى، والخذف بفتح الخاء وسكون الذال الرمي.

(يشير بيده -كما يخذف الإنسان) أي قال: عليكم بحصى الخذف، موضحاً قوله بالفعل والإشارة، أي فارموا به الجمرة هكذا، ولم يرتض النووي هذا المعنى، وقال: المراد الإيضاح وزيادة البيان لحصى الخذف، وليس بياناً لهيئة الرمي.

(سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة) خصها بالذكر لأن معظم أحكام المناسك فيها، فكأنه قال: هذا مقام أنزلت عليه المناسك، وأخذ عنه الشرع، وبين الأحكام فاعتمدوه.

(فقيل: أعرابي هذا؟ ) أنكروا عليه أن يلبي بعد الوقوف بعرفة، ونسبوه للأعراب الجهلة بأحكام مناسك الحج، وأخرج البيهقي أن عبد الله بن مسعود كان رجلاً أسمر اللون، له ضفيرتان، عليه سحنة أهل البادية، فلما لبى صبح يوم النحر اجتمع عليه الغوغاء، فقالوا: يا أعرابي. إن هذا ليس بيوم التلبية، إنما هو التكبير.

(فمنا المكبر، ومنا المهلل) معناه ما جاء في الرواية قبله "منا الملبي، ومنا المكبر" فالمهل والمهلل الملبي، لأن الإهلال رفع الصوت بالتلبية.

(ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء) توضيحه ما جاء في الرواية الثانية عشرة وفيها "حتى جئنا المزدلفة، فأقام المغرب، ثم أناخ الناس في منازلهم" أي كل أناخ في المكان الذي وقف فيه "ولم يحلوا" بضم الحاء، أي لم يفكوا أمتعتهم، ولم يحلوا رباط أزودتهم وفرشهم على احتمال السير بعد الصلاة "حتى أقام العشاء الآخرة فصلى" فأعلن لهم أنهم يبيتون "ثم حلوا" للمبيت.

(انصرف إلى بعض تلك الشعاب لحاجته، فصببت عليه من الماء) في الكلام طي بينته الرواية الأولى "فبال، ثم جاء، فصببت .. " والرواية الرابعة عشرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>