للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويسوق الإمام مسلم حديثاً ثالثاً مؤداه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل والخصاء للانقطاع للعبادة لأن من أهداف الإسلام ومقاصده كثرة النسل والترغيب في النكاح، ووضع الشهوات في الإطار الذي حدده الإسلام.

-[المباحث العربية]-

(كنت أمشي مع عبد الله) أي ابن مسعود، وفي الرواية الثانية "إني لأمشي مع عبد الله بن مسعود".

(بمنى) قال الحافظ ابن حجر: كذا وقع في أكثر الروايات، وفي رواية ابن حبان "بالمدينة" وهي شاذة.

(فقام معه يحدثه) ليس المراد القيام من قعود أو اضطجاع، فقد كان يمشي، وإنما المراد ناداه، وأخذه معه، وفي الرواية الثانية "فقال: هلم يا أبا عبد الرحمن: فاستخلاه" أي طلب أن يختلى به، هكذا فهم علقمة من نداء عثمان له، وفي رواية البخاري "يا أبا عبد الرحمن إن لي إليك حاجة" قال علقمة "فخليا" قال الحافظ ابن حجر: كذا للأكثر "فخليا" وفي رواية "فخلوا" بالواو المفتوحة وألف الاثنين. قال ابن التين: وهي الصواب، لأنه واوي، يعني من الخلوة، مثل "دعوا" وفي رواية "فلقى عثمان، فأخذ بيده، فقاما -أي أخذاً يمشيان- وتنحيت عنهما".

(ألا نزوجك جارية شابة؟ ) لعل عثمان عرض عليه هذا العرض لما رأى عليه من هيئة رثة غير أنيقة، نتيجة لفقد الزوجة التي ترفهه، وفي الرواية الثانية "ألا نزوجك جارية بكراً"؟ وفي رواية البخاري "هل لك في أن نزوجك بكراً"؟ ولعل عثمان ذكر العبارات الثلاث "جارية وشابة وبكراً" فذكر كل راو ما لم يذكر الآخر، والجارية هي البنت أو الفتاة الصغيرة السن.

(لعلها تذكرك بعض ما مضى من زمانك؟ ) في الرواية الثانية "لعله يرجع إليك من نفسك ما كنت تعهد"؟ وفي رواية ابن حبان "لعلها أن تذكرك ما فاتك" والمعنى تعيد إليك بعض نشاط الشباب مع الشابات من المداعبة والحركة والإثارة مما ينعش البدن، ويبعث الحيوية في الجسم، وذكر "لعل" لأن هذه النتيجة غالبة وليست بلازمة، وعندما يعود إليه بعض النشاط يتذكر به ما مضى من قوة النشاط.

(فقال عبد الله: لئن قلت: ذاك؟ ) أي ذاك الذي طلبتني من أجله؟ لقد حسبت أنك ستسر إلي أمراً يستر عن علقمة، تعال يا علقمة، تعال يا علقمة فاسمع ما يقوله عثمان، وفي الرواية الثانية "فلما رأى عبد الله أن ليست له حاجة قال لي: تعال يا علقمة"، وفي بعض الروايات "فلما رأى عبد الله أن ليست له حاجة يسرها قال: ادن يا علقمة" وفي الرواية الثانية "قال: فجئت، فقال له عثمان: ألا نزوجك .......... فقال عبد الله: لئن قلت ذاك" لقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب"

<<  <  ج: ص:  >  >>