للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالنصب، مفعول به لفعل محذوف، تقديره فهلا تزوجت بكرًا؟ وهلا تزوجت جارية؟ أي بكرًا صغيرة؟ والملاعبة مفاعلة من الجانبين، من اللعب، والمقصود اللعب المباح، وما يقع بين الزوجين من المداعبة، يؤيد هذا المعنى رواية "وتضاحكها وتضاحكك" وعند الطبراني" وتعضها وتعضك" وليس شرطًا أن يكون الزوج البادئ بالملاعبة والمضاحكة، وإن كان هذا هو الغالب والشأن، لما جبلت عليه الفتاة من الحياء والخجل، ولذا جاء في الرواية السابعة بلفظ "وتضاحكك وتضاحكها وتلاعبك وتلاعبها" على غير الغالب.

وفي الرواية الثالثة "فأين أنت من العذارى ولعابها"؟ والعذارى بفتح الراء الأبكار جمع عذراء، وهي التي لم تفض بكارتها. و"لعابها" هكذا ضبطه الأكثرون بكسر اللام، أي وملاعبتها، يقال: لاعب لعابًا وملاعبة، مثل قاتل قتالاً ومقاتلة، ووقع في رواية بضم اللام، والمراد به الريق، وفيه إشارة إلى مص لسانها، ورشف شفتيها، وذلك يقع عند الملاعبة والتقبيل. قال القرطبي: وهو ليس ببعيد.

(عن جابر بن عبد اللَّه أن عبد اللَّه هلك) يريد أباه، ومعنى "هلك" مات، كقوله تعالى {إن امرؤ هلك ليس له ولد} [النساء: ١٧٦] فلا يقصد منه الذم، فقد مات أبوه شهيدًا في أحد.

(وترك تسع بنات - أو قال: سبع) "سبع" بدون تنوين لملاحظة الإضافة، والأصل أو قال: سبع بنات، والشك من الراوي، وفي رواية الشعبي "ست بنات" قال الحافظ ابن حجر: فكأن ثلاثًا منهن كن متزوجات. اهـ فهن تسع، والسبع أو الست مقصود بهن غير المتزوجات اللائي يحمل مسئوليتهن.

(وإني كرهت أن آتيهن أو أجيئهن بمثلهن) أي ببكر وهذا دليل على أنه أراد من أخواته غير المتزوجات.

(فأحببت أن أجيء بامرأة تقوم عليهن وتصلحهن) في ملحق الرواية الرابعة "تقوم عليهن وتمشطهن" بفتح التاء وضم الشين، وفي الرواية السادسة "أن أتزوج امرأة تجمعهن" أي تضمهن، كأم لهن، لا تفرقهن، ولا توقع بينهن، ولا توغر صدري عليهن، أي تجمعهن علي، وتجمعهن مع بعضهن - وتمشطهن وتقوم عليهن" أي في غير ذلك من مصالحهن، وهو من ذكر العام بعد الخاص.

وفي رواية "فكرهت أن أجمع إليهن جارية خرقاء مثلهن، ولكن امرأة تقوم عليهن وتمشطهن" والخرقاء بفتح الخاء وسكون الراء بعدها قاف هي التي لا تعمل بيدها شيئًا، وهي تأنيث الأخرق، وهو الجاهل بمصلحة نفسه وغيره.

(قال: فبارك الله لك. أو قال لي خيرًا) في ملحق الرواية "قال: أصبت".

(فلما أقبلنا تعجلت على بعير لي قطوف) قال النووي: هكذا هو في نسخ بلادنا "أقبلنا" أي رجعنا من الغزوة، وفي رواية "أقفلنا" بالفاء، ووجهه "قفلنا" أي رجعنا. اهـ ومعنى تعجله ظهوره بمظهر العجل في محاولة الإسراع بالبعير الضعيف، فالقطوف بفتح القاف بطيء المشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>