للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فنخس بعيري بعنزة كانت معه) العنزة بفتح النون عصا في نحو نصف الرمح، في أسفلها "زج" بضم الزاي، أي حديدة، وفي الرواية السابعة "نخسه بشيء كان معه" وفي الرواية السادسة "فنزل فحجنه بمحجنة" والمحجن بكسر الميم عصا فيها تعقف، في رأسها اعوجاج.

وفي الرواية الخامسة "تعجلت على بعير لي قطوف، فلحقني راكب خلفي، فنخس بعيري بعنزة كانت معه، فانطلق بعيري كأجود ما أنت راء من الإبل، فالتفت، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم .. إلخ".

وظاهرها أنه لم يعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد النخس، وأن النخس كان بعنزة، وأن الناخس كان راكبًا، وأن جابرًا كان راكبًا.

أما الرواية السادسة، وفيها "فأبطأ بي جملي فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا جابر، قلت: نعم، قال: ما شأنك؟ قلت: أبطأ بي جملي وأعيا" أي تعب - "فتخلفت، فنزل"، [أي ونزلت، "فحجنه بمحجنه، ثم قال: اركب ... " وظاهرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كلمه قبل النخس، وأن النخس كان بمحجن، لا بعنزة، وهما مختلفان، وأن الناخس حين النخس لم يكن راكبًا، وأن جابرا لم يكن راكبًا.

وللتوفيق بينهما يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم لحق جابرًا من خلفه فنخس جمله بعنزة وهما راكبان، فالتفت جابر، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله عن سبب تأخره، فشكا له جمله، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل جابر، فنخس الجمل بالمحجن، ثم قال لجابر: اركب، فركب، فكأن الجمل قد تغير حاله، ويحتمل أنه أطلق على المحجن عنزة تساهلاً، ويحتمل أن العصا كانت معوجة من طرف، وفي طرفها الآخر حديدة، فهي محجن وعنزة.

(فلما قدمنا المدينة) فيه مجاز المشارفة، أي فلما قاربنا دخولها.

(كي تمتشط الشعثة) بفتح الشين وكسر العين بعدها ثاء، والشعث إهمال الشعر، وعدم نظافته، وعدم الامتشاط، وأطلق عليها ذلك لأن التي يغيب زوجها في مظنة عدم التزين.

(وتستحد المغيبة) "تستحد" بالحاء، أي تستعمل الحديدة في إزالة شعر سوءتها، والمراد من الحديدة الموسى، وكانت وسيلتهن لإزالة ذلك الشعر غالبًا، وليس في ذلك منع إزالته بغير الموسى.

و"المغيبة" بضم الميم وكسر الغين بعدها ياء ساكنة ثم باء، التي غاب عنها زوجها.

(إذا قدمت فالكيس الكيس) بفتح الكاف وسكون الياء بعدها سين، يقال: كاس يكيس كيسًا وكياسة، عقل، وظرف، وفطن، و"الكيس" منصوب على الإغراء، أي الزم الكيس، وهل الثانية توكيد للأولى، وهما بمعنى واحد، أو كل منهما لمعنى، أي الزم العقل والظرف، أو الزم الذكاء والظرف في معالجة أمور زوجك وأخواتك. قال النووي: قال ابن الأعرابي: الكيس الجماع، والكيس العقل، والمراد حثه على ابتغاء الولد. اهـ وفيه بعد.

(فاشتراه مني بأوقية) أي بوزن أوقية من ذهب، ولم تكن هناك مساومة، بل قال صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>