(فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم) أي ذكرت الحدث والشأن والموضوع.
(أقال .. وقتلته)؟ الاستفهام للتقرير، أي حمل المخاطب على الإقرار بأنه قتل بعد القول، ويصح أن يكون للتهويل والتعجب، ويصح أن يكون للتوبيخ على المعطوف بعد حصول المعطوف عليه، أي ما كان ينبغي أن تقتله بعد أن قال لا إله إلا الله.
(إنما قالها خوفا من السلاح) ولم يقلها من قلبه، والضمير لكلمة الشهادة.
(أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟ ) كناية عن عدم العلم بما في القلب حتى يصح الحكم المذكور، قال النووي: الفاعل في قوله "أقالها" هو القلب، فليس لك طريق إلى ما فيه، فأنكر عليه ترك العمل بما ظهر من اللسان، فقال: أفلا شققت عن قلبه لتنظر هل كانت فيه حين قالها واعتقدها أو لا؟ والمعنى أنك إذا كنت لست قادرا على ذلك فاكتف منه باللسان. اهـ.
(فما زال يكررها على) أي يكرر جملة "أفلا شققت عن قلبه؟ ".
(حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ) التنوين عوض عن جملة، والتقدير: يوم إذ حاسبني وعنفني رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعنى: تمنيت أنه لم يكن تقدم إسلامي. بل ابتدأت الآن الإسلام ليمحو عني هذا الذنب.
(فقال سعد: وأنا والله لا أقتل مسلما حتى يقتله ذو البطين) المراد سعد بن أبي وقاص، والمراد من ذي البطين أسامة، وقيل له ذلك لأنه كان له بطن عظيم، فالتصغير للتعظيم. وكان أسامة قد حلف ألا يقاتل مسلما، لانزعاجه من هذه الحادثة، فاقتدى به سعد والمراد من "أقتل" أقاتل، أي لا أقاتل مسلما حتى يقاتله أسامة، أو المراد لا أقتل مسلما حتى يشرع في قتله أسامة، وليس مراد سعد أنه إن قاتل أسامة أقاتل، وإنما هو من قبيل التعليق على الممتنع وقوعه.
(قال: قال رجل: ألم يقل الله .. إلخ) أي قال أسامة: قال رجل من دعاة القتال في فتنة علي، ردا على توقف أسامة وسعد عن القتال.
(ولحقت أنا ورجل من الأنصار) قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسم هذا الأنصاري.
(فلما غشيناه) -بفتح الغين وكسر الشين- أي لحقنا به حتى تغطى بنا.
(إنما كان متعوذا) -بكسر الواو- أي طالبا العصمة.
(فمازال يكررها) أي يكرر "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله" وفي الرواية السابقة فمازال يكرر "أفلا شققت عن قلبه؟ " وفي الرواية الآتية أنه كرر "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ " فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كرر الألفاظ الثلاثة، فنقل راو واحدة، ونقل الآخر الأخرى.
(وعليه برنس أصفر) البرنس -بضم الباء والنون-: كل ثوب رأسه ملتصق به.