(تحدثوا بما كنتم تحدثون به) "تحدثون" بفتح التاء، وأصله تتحدثون به، فحذفت إحدى التائين.
(حتى دار الحديث) غاية لمحذوف، أي فتحدثوا بما كانوا يتحدثون حتى دار الحديث عليهم واحدا واحدا.
(حسر البرنس) أي كشفه ونحاه عن رأسه، لتتضح شخصيته ويهتم بكلامه.
(ولا أريد أن أخبركم) قيل "لا" زائدة، والمعنى وأريد أن أخبركم، وقيل: ليست زائدة، والمعنى أنبئكم، ولا أريد أن أخبركم عن نبيكم صلى الله عليه وسلم، بل أريد أن أعظمه، وأخبركم بكلام من عند نفسي، والتأويل الأول أقرب.
(بعث بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين) والمراد من البعث السرية من قبيل التوسع في الإطلاق، والمراد من القوم المشركين: الحرقات من جهينة.
(وأنهم التقوا) الضمير للبعث وللقوم، أي وإن الفريقين التقوا، أو البعث باعتبار أفراده، أي وإن البعث التقوا بالقوم المشركين والأول أظهر.
(فكان رجل من المشركين) "كان" تامة و"رجل" فاعلها، والمراد من الرجل مرداس.
(وإن رجلا من المسلمين قصد غفلته) بالفاء بعد الغين، وفي رواية: "غيلته" بالياء بعد الغين.
(وكنا نحدث أنه أسامة) "نحدث" بضم النون وفتح الحاء وتشديد الدال المفتوحة.
(فلما رفع عليه السيف) وفي بعض الأصول "فلما رجع عليه السيف".
قال النووي: وكلاهما صحيح، "والسيف" منصوب على الروايتين، فرفع لتعديه، "ورجع" يستعمل لازما ومتعديا، والمراد هنا المتعدي. وذكر رفع السيف عليه هنا مع أنه قد سبق في الرواية الثانية "وطعنته برمحي حتى قتلته" مشكل.
رفع الحافظ ابن حجر هذا الإشكال باحتمال أنه رفع عليه السيف أولا، فلما لم يتمكن من ضربه بالسيف طعنه بالرمح.
(فجاء البشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم) البشير هو الرسول الذي يسبق الغزاة ليبلغ الخبر.
(فدعاه فسأله) أي دعا أسامة فسأله عما بلغه به البشير، فاعترف أسامة. واختلاف العبارة في الروايات تثير إشكالا، ذلك أن الرواية الأولى تصرح بأن أسامة هو الذي ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، والرواية الثانية والثالثة تفيد أن التبليغ لم يكن من أسامة، وللجمع. قال النووي: يحتمل أن يجمع