٢ - والملك الذي تعود الكذب على الرعية، لا خوفا منهم ولا حرصا على الانتفاع بهم، بل شهوة في الكذب، واستخفافا بتعاليم الشرع الحنيف.
٣ - والفقير الذي حرم المال والدنيا إذا استكبر، فإن كبره حينئذ لا يكون له مبرر، ولا دافع له سوى الطغيان، والاستهتار -زورا- بمن هم فوقه وعدم الاكتراث بمحرمات الإسلام.
٤ - والرجل الذي منحه الله رزقا، وأخرج له من الأرض ينبوعا يشرب منه ويسقي ماشيته وزرعه، يكون عنده الماء الزائد عن حاجته ويرى ابن السبيل العابر عطشان، يلهث من شدة العطش، يطلب الماء فيحرمه صاحب الماء، ويمنعه منه، وليس له به حاجة، ناسيا أن ابن السبيل بحكم الشرع شريك الأغنياء فيما يملكون، باعتباره أحد مصارف الزكاة متناسيا ما قد يحدثه هذا المنع من ضرر بابن السبيل قد يهدد حياته، غافلا عن أن "القادر" الذي أنزل الماء من المزن قادر على أن يحوله غورا في غمضة عين، وما درى أن الله سيعرض عنه يوم القيامة، ويقول له: اليوم أمنعك فضلي كما منعت في الدنيا فضل ما لم تعمل يداك.
٥ - والرجل يبيع سلعته ويروجها بالحلف الكاذب في أفضل الأوقات فيغرر بالمسلم ويقتطع ماله بغير حق.
٦ - والرجل يبايع الإمام على السمع والطاعة، لكنه يبني مبايعته على النفع المادي إن أعطاه مالا - ولو بغير حق - رضي واستمر على بيعته، وإن كان الإمام فاسقا، وإن لم يعطه سخط ونكث وإن كان عادلا، أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون.
-[المباحث العربية]-
(شيخ زان) الشيخ هو من بلغ سن الشيخوخة، قيل: خمسون سنة، وقيل: إحدى وخمسون.
(وملك كذاب) المراد من الملك الحاكم الذي ليس فوقه بخصوص حكمه حاكم إلا الله، فيشمل الأب بين أولاده، والوالي في ولايته، ورئيس الجمهورية في جمهوريته، وهذا الحديث لا يشمل الملك الصغير إذا كذب بين ملوك كبار، وكذا إذا كذب أمام زوجه التي يخافها، أو كذب في الحروب، ولعل صيغة المبالغة "كذاب" أي كثير الكذب وشأنه الكذب تحدد الهدف المقصود.
(وعائل مستكبر) العائل: الفقير الذي عدم المال، من عال يعيل عيلا إذا افتقر.
(ثلاثة لا يكلمهم الله) في إحدى الروايات "ثلاث" بدون تاء التأنيث فيقدر معدودها مؤنثا كثلاث فئات، أو ثلاث أنفس.
ومعلوم أن حذف المعدود يجيز تذكير العدد وتأنيثه، وجاء الضمير في "يكلمهم" مذكرا على المعنى.