(رجل على فضل ماء) أصل الكلام: رجل عنده ماء فاضل عن حاجته، فإضافة "فضل ماء" من إضافة الصفة إلى الموصوف، والتعبير بـ"على" لإفادة تمكنه من الماء وقدرته على التصرف فيه.
(بالفلاة) بفتح الفاء هي المفازة والصحراء والقفر التي لا أنيس بها، وهي المرادة بالطريق في بعض الروايات.
(يمنعه من ابن السبيل) ابن السبيل هو المسافر، والسبيل: هي الطريق، وجعل المسافر ابن الطريق لانقطاعه عن أهله وبلده وأملاكه، وجملة "يمنعه من ابن السبيل" في موقع الحال من الضمير المستكن في الخبر "على فضل ماء".
(فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا) أي لقد أخذها ... "وكذا وكذا" كناية عن عدد المال، وثمن شرائه السلعة.
(فصدقه وهو على غير ذلك) فاعل "صدق" ضمير المشتري، وضمير "وهو" للبائع أو للحال والشأن، والإشارة للحال التي حلف عليها، والتقدير: فصدقه المشتري، والحال أن البائع على وضع غير الذي حلف عليه، أو فصدقه المشتري، والحال والشأن خلاف الحال التي حلف عليها.
(ورجل بايع إماما) وفي رواية "بايع إمامه".
(لا يبايعه إلا لدنيا) أي لا يقصد من المبايعة إلا النفع الدنيوي والعرض الزائل، فلا يقصد صلاح المحكومين، ولا صلاح الدولة، ولا صلاح الدين، فإن قصد شيئا من ذلك مع قصده الدنيا فلا يدخل في الوعيد، لأنه بني على القصر.
(فإن أعطاه منها وفى) بالبيعة، ولم يخرج على الإمام، ولو كان ظالما من أكبر الفاسقين. وفي رواية: "إن أعطاه ما يريد وفى له". وفي رواية: "رضي".
(وإن لم يعطه منها لم يف) بالبيعة وخرج على الإمام ولو كان عادلا مقيما لشعائر الدين، جامعا لوحدة المسلمين، وفي رواية: "لم يف له". وفي رواية: "سخط".
-[فقه الحديث]-
من مجموع هذه الروايات الثلاث، ومن الروايتين السابقتين يجتمع سبع خصال:
١ - المسبل إزاره (وفي معناه العائل المستكبر، وإن كان بينهما عموم وخصوص).
٢ - المنان الذي لا يعطي شيئا إلا من به.
٣ - المنفق سلعته بالحلف الكاذب وفي معناه "رجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله