للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٨٥ - عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة".

٣٩٨٦ - عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة".

-[المعنى العام]-

يقول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} [المائدة: ١] ويقول {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا} [البقرة: ١٧٧] ويقول {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} [النحل: ٩١] ويقول صلى الله عليه وسلم "آية المنافق ثلاث. إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر".

فالغدر وعدم الوفاء بالعهد حرام باتفاق العلماء في الشريعة الإسلامية بل هو لا يليق بالرجال الأحرار ذوي الشهامة والمروءة والنجدة في عرف العقلاء وكان العرب يتمدحون بخلق الوفاء بالعهد ويفخرون به ويحرصون عليه ولو كان في ذلك قتل لأبنائهم فلذة أكبادهم.

وأكبر وعيد على جريمة الغدر بالعهود ذلك الوعيد المذكور في هذا الحديث حيث يعلن على ملأ الخلائق في الموقف العظيم يوم يجمع الله الأولين والآخرين يعلن إعلان عن كل غادر ترفع راية عالية على رءوس الخلائق مرتكزة على عجز الغادر مكتوب عليها انظروا أيها الناس إلى هذا الغادر إنه فلان بن فلان غدر بكذا يوم كذا فيكون في ذلك فضيحته جزاء غدره {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما} [الفتح: ١٠].

-[المباحث العربية]-

(إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة) يبدأ يوم القيامة بالبعث من القبور وينتهي بدخول أهل الجنة الجنة وأهل النار وفيه الموقف العظيم وهو المقصود بجمع الأولين والآخرين.

(يرفع لكل غادر لواء) الغادر هو الذي يواعد على أمر ولا يفي به وفي حديث علامات المنافق "إذا عاهد غدر" يقال: غدر بفتح الدال يغدر بكسرها: نقض عهده وترك الوفاء به فهو غادر وجمعه غدرة بفتحات وهو غدار وغدور.

<<  <  ج: ص:  >  >>