يديه إلى السماء وأخذ يدعو ربه ويستغيث اللهم أنجز لي وعدك الذي وعدتني اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم اللهم إن هذه الجماعة هي التي تعبدك في الأرض من بني آدم واستغرق صلى الله عليه وسلم في الاستغاثة بصوت مرتفع حتى سقط رداؤه عن كتفيه فضمه أبو بكر رضي الله عنه وأعاد عليه رداءه وقال له: رفقا بنفسك يا رسول الله فلن يخذلك ربك أبدا وسينجز وعده لك وما هي إلا جولات وانجلت المعركة عن هزيمة المشركين وفرارهم مخلفين وراءهم سبعين قتيلا من كبرائهم وسبعين أسيرا من ساداتهم وسيق الأسرى إلى المسجد النبوي وربطوا في سواريه واستشار الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم القتل؟ أو المن؟ أو الفداء؟ فأشار أبو بكر رضي الله عنه بالفداء وأشار عمر بالقتل ودخل صلى الله عليه وسلم بيته يفكر ثم خرج مرتاحا لرأي أبي بكر فأخذ منهم الفداء وفي اليوم الثاني نزل عتاب الله لنبيه على أخذ الفداء نزل الوحي الأمين مؤيدا لما قاله عمر رضي
الله عنه مؤاخذا على تنفيذ إشارة أبي بكر فجلس صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبو بكر يبكيان وأنزل الله تعالى {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة}[الأنفال: ٦٧] لكن الله تعالى أباح لهم ما أخذوا من فداء وكان هذا النصر من الله وبمدد جاءهم من السماء أمدهم الله في معركتهم بألف من الملائكة مردفين {وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}[آل عمران: ١٢٦].
-[المباحث العربية]-
(لما كان يوم بدر)"لما" شرطية و"كان" تامة بمعنى حصل ووقع ووجد و"يوم" بالرفع فاعل و"بدر" بئر لرجل يسمى بدر بن الحارث كناني قال الشعبي وقيل: سميت البئر بدرا لاستدارتها كالبدر وقيل لصفائها ورؤية البدر فيها وقيل: هي قرية عامرة كانت سوقا بأرض العرب ومجمعا من مجامعهم في الجاهلية وبها آبار ومياه عذبة وعينان جاريتان عليهما الموز والنخل والعنب تقع بين المدينة ومكة على ثمانية وعشرين فرسخا من المدينة وكان بهذا الوادي غزوة بدر الكبرى قال الحافظ: والمحفوظ أنها كانت يوم الجمعة.
(نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا) في البخاري "كان المهاجرون يوم بدر نيفا على ستين والأنصار نيفا وأربعين ومائتين" وقال ابن إسحق: كان المهاجرون ثلاثة وثمانين وكان من الأوس واحد وستون رجلا ومن الخزرج مائة وسبعون رجلا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان جميعهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا وقال ابن سعد: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة رجل وخمسة نفر كان المهاجرون منهم أربعة وسبعين وسائرهم من الأنصار وثمانية تخلفوا لعلة ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهامهم وآجرهم وهم عثمان بن عفان تخلف على امرأته رقية وطلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بعثهما عليه الصلاة والسلام يتجسسان خبر العير وأبو لبابة خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة وعاصم بن عدي خلفه على أهل العالية والحارث