بن حاطب رده من الروحاء إلى بني عمرو بن عوف لشيء بلغه عنهم والحارث بن الصمة كسر بالروحاء وخوات بن جبير كسر أيضا فهؤلاء ثمانية لا خلاف فيهم عندنا وقيل غير ذلك وحاول بعضهم الجمع بين هذه الأقوال بأن الذي زاد ضم إلى العدد من استصغر ولم يؤذن له في القتال يومئذ كالبراء وابن عمر وأنس وجابر وذكر بعضهم في العدد سعد بن مالك الساعدي والد سهل وقد مات في الطريق واختلف في سعد بن عبادة هل شهدها؟ أورد لحاجة.
(فجعل يهتف) بفتح الياء وكسر التاء بينهما هاء ساكنة معناه يصيح ويستغيث بالله بالدعاء وفي القرآن الكريم {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم}[الأنفال: ٩] قال المفسرون: والظاهر أن المستغيث هم المؤمنون قيل: إنهم لما علموا أن لا محيص من القتال أخذوا يقولون: أي رب انصرنا على عدونا أغثنا يا غياث المستغيثين وقال الزهري: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه وظاهر حديثنا يدل على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه فالجمع في الآية للتعظيم.
(اللهم أنجز لي ما وعدتني) يقال: نجز الشيء بفتح النون والجيم ينجز بضم الجيم نجزا تم وقضى لازم ونجز الشيء متعد أتمه وقضاه وأنجز الشيء نجزه وقضاه ومنه المثل: أنجز حر ما وعد فألف "أنجز لي" ألف وصل أو قطع والذي وعده صلى الله عليه وسلم هو ما جاء في قوله تعالى {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم}[الأنفال: ٧] أي العير أو النفير وكانت العير قد ذهبت وفاتت فكان الدعاء بإنجاز الوعد بالنصر.
(اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض) قال النووي: ضبطوه "تهلك" بفتح التاء وضمها فعلى الأول ترفع "العصابة" على أنها فاعل وعلى الثاني تنصب مفعول و"العصابة" الجماعة اهـ وإنما قال ذلك لأنه علم أنه خاتم النبيين فلو هلك هو ومن معه حينئذ لم يبعث أحد ممن يدعو إلى الإيمان فيستمر المشركون يعبدون غير الله فالمعنى لا تعبد في الأرض بهذه الشريعة.
(كفاك مناشدتك ربك) المناشدة السؤال مأخوذ من النشيد وهو رفع الصوت يقال: نشد فلانا إذا قصده وسأله ونشد فلانا بكذا ذكره به واستعطفه يقال: نشدتك الله وبه ونشدتك الرحم وبها و"كفاك" هكذا هو وقع لبعضهم ووقع لجماهير رواة مسلم "كذاك" بالذال وفي رواية البخاري "حسبك مناشدتك ربك" وكل بمعنى وضبطوا "مناشدتك" بالرفع والنصب وهو الأشهر قال القاضي: من رفعه جعله فاعلا بكفاك ومن نصبه فعلى المفعول بما في حسبك وكفاك وكذاك من معنى الفعل من الكف.
{أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين}"أني ممدكم" أي معينكم والإمداد الإعانة وقيل: إعطاء الشيء بعد الشيء وقيل: المد في الشر والإمداد في الخير و"مردفين" أي متتابعين أي وراء كل ملك ملك وقيل: مردفين المؤمنين أي جائين