(فجاءت برجل من بني حنيفة) قال الحافظ ابن حجر: زعم سيف في كتاب الزهد أن الذي أخذ ثمامة العباس بن عبد المطلب وفيه نظر لأن العباس إنما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمان فتح مكة وقصة ثمامة تقتضي أنها كانت قبل ذلك بحيث اعتمر ثمامة ثم رجع إلى بلاده ثم منعهم أن يميروا أهل مكة ثم شكا أهل مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .. " فكانت قصته قبل وفد بني حنيفة بزمان وكان وفد بني حنيفة سنة تسع.
و"حنيفة" بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل قبيلة كبيرة شهيرة تنزل اليمامة بين مكة واليمن
(يقال له: ثمامة بن أثال) بضم الهمزة مصروف وهو ابن النعمان بن مسلمة الحنفي وكان من فضلاء الصحابة.
(سيد أهل اليمامة) "سيد" بالرفع صفة "ثمامة".
(فربطوه في سارية من سواري المسجد) النبوي بالمدينة والسارية الأسطوانة والعمود وكان مثل هذا الربط بديلا عن سجون اليوم.
(فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي خرج للصلاة في المسجد فمر به.
(ماذا عندك يا ثمامة؟ ) أي ماذا استقر في ذهنك وفي ظنك أن نفعله بك يا ثمامة؟ بعد عدائك لنا وللإسلام؟ وبعد أسرنا لك؟ و"ماذا" اسم استفهام مبتدأ و"عندك" خبره ويحتمل أن تكون "ما" استفهامية و"ذا" موصولة و"عندك" صلة أي ما الذي استقر في ظنك؟
(عندي -يا محمد- خير) جملة النداء لا محل لها من الإعراب معترضة بين الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر أي استقر في ذهني ما هو خير واطمئنان لأنك لست ممن يظلم بل ممن يعفو ويحسن.
(إن تقتل تقتل ذا دم) "دم" بالدال المفتوحة والميم المخففة وهي رواية الأكثر وفي رواية "ذم" بالذال بدل الدال قال النووي: ومعنى رواية الأكثرين: إن تقتلني [كما في رواية البخاري وروايتنا الثانية] تقتل صاحب دم لدمه أي تثأر ممن لك عنده ثأر فتشفي نفسك بالثأر منه وهو مستحق لما يفعل به وهو إن لم يقتل مسلما لكنه كان لرئاسته وعظمته وسيادته يعتبر نفسه مسئولا عما فعله أهل اليمامة بالمسلمين ويحتمل أن يكون المعنى أنه عليه دم فعلا -ولو لغير المسلمين- فهو مطلوب ويستحق القتل وأما رواية "ذا ذم" بالذال المعجمة فمعناها ذا ذمة وضعفها عياض لأنها تقلب المعنى لأنه إذا كان ذا ذمة يمتنع قتله قال النووي: ويمكن تصحيحها بأن يحمل على الوجه الأول والمراد بالذمة الحرمة في قومه.
(وإن تنعم تنعم على شاكر) ومقدر لجميلك وإنعامك وقد قدمت هذه الجملة في اليوم الثاني