للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووافقناهم فاحكم فيهم وفي رواية "احكم فيهم يا سعد قال: الله ورسوله أحق بالحكم قال: قد أمرك الله تعالى أن تحكم فيهم".

(تقتل مقاتلتهم وتسبي ذريتهم) "تقتل" و"تسبي" بفتح التاء مبني للمعلوم والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي تأمر بقتلهم وفي الرواية الثالثة "أن تقتل المقاتلة وأن تسبي الذرية والنساء وتقسم أموالهم" قال النووي: الذرية تطلق على النساء والصبيان معا. اهـ. وعليه فعطف النساء عليها في هذه الرواية من قبيل عطف الخاص على العام قال ابن إسحق: فخندق لهم خنادق فضربت أعناقهم فجرى الدم في الخنادق وقسم أموالهم ونساءهم وأبناءهم على المسلمين.

واختلف في عدتهم فيما بين أربعمائة وتسعمائة على أساس عد أتباعهم أو عدم عدهم.

(قضيت بحكم الله -قضيت بحكم الملك) بكسر اللام أي حكم الله والشك من أحد الرواة في أي اللفظين صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقع عند الكرماني بفتح اللام وقرره بجبريل لأنه الذي ينزل بالأحكام وفي رواية "لقد حكمت فيهم اليوم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سموات" وفي رواية "لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة" جمع رقيع وهو اسم من أسماء السماء قيل: سميت بذلك لأنها رقعت بالنجوم ومعناه أن الحكم نزل من فوق ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله.

(فلما رجع من الخندق وضع السلاح فاغتسل فأتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار) وعند الطبراني والبيهقي أن عائشة قالت: سلم علينا رجل ونحن في البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا فقمت في إثره فإذا بدحية الكلبي فقال: "هذا جبريل" وفي رواية "يأمرني أن أذهب إلى بني قريظة" وفي رواية "فكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الغبار عن وجه جبريل" وعند أحمد والطبراني "فأتاه جبريل وإن على ثناياه لنقع الغبار" إشارة إلى أن آثار غزوة الخندق مازالت باقية على جبريل عليه السلام" وإلى أن المعركة لم تنته وإلى أن الوقت لا يسمح بالاغتسال بل يوجب الإسراع.

(وضعت السلاح؟ والله ما وضعناه. اخرج إليهم) عند ابن سعد "فقال له جبريل: عفا الله عنك وضعت السلام ولم تضعه ملائكة الله" وفي رواية "قم فشد عليك سلاحك فوالله لأدقنهم دق البيض على الصفا".

(أن سعدا قال -وتحجر كلمه للبرء- ... فقال) الكلم بفتح الكاف الجرح وتحجر أي يبس والجملة حالية أي قال هذا القول حالة قرب التئام جرحه وشفائه.

(أن ليس أحد أحب إلي أن أجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك صلى الله عليه وسلم) "أن" الأولى مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف وخبرها جملة "ليس أحد أحب" وجملة أن وخبرها سدت مسد مفعولي "تعلم" والتقدير: اللهم إنك تعلم أن الحال ليس جهاد في سبيلك أحب إلي من جهاد أحارب فيه قوما كذبوا رسولك.

<<  <  ج: ص:  >  >>