الله هو جاري" الحديث، قال الحافظ ابن حجر: وهذا أشبه بالصواب، لأن سعد بن عبادة من قبيلة ثابت بن قيس، فهو أشبه أن يكون جاره من سعد بن معاذ لأنه من قبيلة أخرى. اهـ.
كما يمكن في الجمع أن يقال بتكرر النزول -كما ذهب إليه بعض العلماء- فتكون الآية قد نزلت قبل موت سعد بن معاذ مرة، ثم نزلت (ولو بمعنى أن جبريل ذكر بها) مرة أخرى عند خلاف أبي بكر وعمر، والله أعلم.
أما الجمع بين ما ذكر هنا من أن المرسل إلى ثابت هو سعد بن معاذ وبين ما رواه الطبري وابن مردويه عن ثابت بن قيس قال: لما نزلت هذه الآية قعد ثابت يبكي، فمر به عاصم بن عدي فقال: ما يبكيك؟ قال: أتخوف أن تكون هذه الآية نزلت في، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تعيش حميدا؟ .
إذا طرحنا جانبا نزول الآية في وفد بني تميم أمكننا الجمع بأن الرسول صلى الله عليه وسلم سأل سعد بن معاذ، قال: هو جاري، وقال سعد بن عبادة: هو جاري، وذهبا إليه، كما ذهب إليه أيضا عاصم بن عدي. وجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبره.
-[ويؤخذ من الحديث]-
١ - ما كان عليه الصحابة من شدة الخوف من الله والخوف من إحباط العمل، ولا يلزم من الخوف من ذلك وقوعه.
٢ - وفيه منقبة عظيمة لثابت بن قيس رضي الله عنه وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه من أهل الجنة.
٣ - وأنه ينبغي للعالم وكبير القوم أن يتفقد أصحابه ويسأل عمن غاب منهم.
٤ - إيمان الصحابة بما يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور الغيبية لقول الراوي "فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجل من أهل الجنة".