انشراح الصدور تمكن منها وعند ابن إسحق "وكذلك حلاوة الإيمان لا تدخل قلبا فتخرج منه" وأصل البشاشة اللطف بالإنسان عند قدومه وإظهار السرور برؤيته يقال: بش به وتبشش به فهو بش وبشاش أي تهلل وضحك إليه.
وكذلك الإيمان يدخل نوره في القلب فيظل في زيادة بسبب التعمق والترقي في تشاريعه حتى يتم قال تعالى {ويأبى الله إلا أن يتم نوره}[التوبة: ٣٢].
و"بشاشة القلوب" روي هكذا بنصب "بشاشة" وجر "القلوب" على الإضافة وروي في البخاري بلفظ "بشاشته" بالهاء ورفع بشاشة ونصب "القلوب" أي إذا خالطت بشاشته ونوره وشرحه القلوب.
(وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة) أي يبتليهم الله بذلك ليعظم أجرهم بكثرة صبرهم وبذلهم وسعهم في طاعة الله وفي النهاية يكون النصر لهم {إنا لننصر رسلنا}[غافر: ٥١].
(وكذلك الرسل لا تغدر) لأنها لا تطلب حظ الدنيا ومن طلب الآخرة لم يرتكب غدرا ولا شيئا من القبائح لكن من طلب الدنيا لم يبال بالغدر وغيره.
(رجل ائتم بقول قيل قبله) في رواية البخاري "رجل يأتسى بقول قيل قبله" وفي رواية "رجل تأسى بقول قيل قبله" وفي رواية "يتأسى".
(بم يأمركم؟ ) في رواية البخاري "بماذا يأمركم"؟
(يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف) قال النووي: أما الصلة فالمراد منها صلة الأرحام وكل ما أمر الله به أن يوصل وذلك بالبر والإكرام وحسن المراعاة وأما العفاف فهو الكف عن المحارم وخوارم المروءة قال صاحب المحكم: العفة الكف عما لا يحل ولا يجمل من قول أو فعل يقال: عف يعف عفة وعفافا وعفافة وتعفف واستعف ورجل عف وعفيف والأنثى عفيفة وجمع العفيف أعفة وأعفاء. اهـ.
وفي رواية البخاري "ويأمرنا بالصلاة والصدق" وفي رواية له "بالصلاة والصدقة" بدل "الصدق" ورجحها بعضهم لرواية "الزكاة" واقتران الصلاة بالزكاة معتاد في الشرع ويرجحها أيضا أنهم كانوا يستقبحون الكذب فذكر ما لم يألفوه أولى قال الحافظ ابن حجر: وليس الأمر بالصدق ممتنعا فقد جاء في رواية أمرهم بوفاء العهد وأداء الأمانة وقد كانا من مألوف عقلائهم وقد ثبت الصدق والصدقة معا في رواية للبخاري في الجهاد ولفظها "بالصلاة والصدق والصدقة".
وقد جاء في رواية البخاري "ماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة" فذكر بعض الرواة ما لم يذكر الآخر.