للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإعلان ما في قلبي وأسلمت وليس معنى ذلك أنه كان مؤمنا إيمانا شرعيا باطنا وانقيادا باطنا بل كان هذا اليقين مع الرفض والعناد كشأن اليهود الذين كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم لكنهم كفروا وجحدوا وعادوه.

وقيل: المراد اليقين بظهوره وغلبته على من حوله وليس اليقين بالنبوة وفي رواية الطبراني "فمازلت مرعوبا من محمد حتى أسلمت" والغاية داخلة فهذا اليقين قد استمر ولم يرتفع.

(وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله) "قيصر" لقب هرقل كما سبق وإيلياء هو بيت المقدس بهمزة مكسورة بعدها ياء ثم لام مكسورة بعدها ياء مفتوحة ثم ألف ثم همزة وحكي فيها القصر ويقال لها: الياء بدون الياء الأولى وسكون اللام وبالمد والهمزة قيل معناه بيت الله و"حمص" مدينة معروفة كانت عاصمة ملك هرقل ومعنى "شكرا لما أبلاه الله" أي شكرا لما أنعم الله به عليه من هزيمة الفرس وعودة الأمن إلى بلاده والنعمة ابتلاء والنقمة ابتلاء وكان كسرى قد غزا جيشه بلاد هرقل فخربوا كثيرا من بلاده ثم أراد كسرى أن يغير قائد الحملة وعزم على قتله فعلم القائد فتآمر القائد مع هرقل على كسرى وانهزم بجيشه أمام جنود هرقل فمشى هرقل على قدميه من حمص إلى بيت المقدس زاد ابن إسحق أنه كان يبسط له البسط وتوضع عليها الرياحين فيمشي عليها.

(أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي وإلى كل جبار) قال النووي: "كسرى" بفتح الكاف وكسرها وهو لقب لكل ملك من ملوك الفرس و"قيصر" لقب لكل من ملك الروم و"النجاشي" لكل من ملك الحبشة و"خاقان" لكل من ملك الترك و"فرعون" لكل من ملك القبط و"العزيز" لكل من ملك مصر "وتبع" لكل من ملك حمير. اهـ.

وأهل السير يختلفون في تاريخ هذه الكتب فقيل: سنة سبع في زمن الهدنة منصرفه من الحديبية وقيل: سنة تسع لما رجع من تبوك وقيل: إن الكتب تكررت.

والمراد بكل جبار بعض الحكام ذكر منهم الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم بعث بكتبه سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي باليمامة والعلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى بهجر وعمرو بن العاص إلى جيفر وعباد بن الجلندي بعمان وشجاع بن وهب إلى ابن أبي شمر الغساني فرجعوا جميعا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم غير عمرو بن العاص وزاد أصحاب السير أنه بعث المهاجر بن أبي أمية وجريرا إلى ذي الكلاع والسائب إلى مسيلمة وحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس.

(وليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم) النجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أسلم وهو الذي آوى المهاجرين إلى الحبشة ورد وفد كفار قريش خائبين وهو الذي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة وقد كاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن المقصود هنا النجاشي الذي ولي بعده وكان كافرا. وكاتبه صلى الله عليه وسلم سنة تسع وقيل: قبيل مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>