(فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اغدوا على القتال) أي فلما رأى أنهم لم يعجبهم الرأي أمرهم بالقتال أي اذهبوا غدوة للقتال والغدوة والغداة ما بين الفجر وطلوع الشمس وقد يراد بالأمر "اغدوا" أي اذهبوا وانطلقوا بقطع النظر عن زمانه.
(فغدوا عليه) أي استمروا على الحصار مع المناوشة بالنبال فكانت سهامهم لا تصل إلى من على السور وكانوا تحت سهام ثقيف.
(فأصابهم جراح) التنكير للتكثير أي جراح كثيرة شديدة.
(فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم) لأنه لما أعاد عليهم القول بالرجوع أعجبهم حينئذ فقد تبين لهم تصويب القول الأول والإعلان عن الرجوع وفي رواية "فتبسم صلى الله عليه وسلم".
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
١ - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قائدا حكيما.
٢ - وأنه كان رحيما بأصحابه عزيزا عليه عنتهم وصدق الله العظيم إذ يقول:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}[التوبة: ١٢٨].
٣ - ترك المخالف للرأي الحكيم حتى يلمس بنفسه صحته ولو كانت النتيجة الكي.
٤ - نتيجة مخالفة إشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٥ - التبسم عند الإعجاب وبيان صحة الرأي لتنبيه المخالف إلى ما كان ينبغي لا شماتة فيه وفيما أصابه.