على دينكم فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فتحنا منه في خصم إلا انفجر علينا منه خصم.
٤٠٧٦ - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما نزلت {إنا فتحنا لك فتحا* مبينا ليغفر لك الله} إلى قوله {فوزا عظيما}[الفتح الآيات ١ - ٥] مرجعه من الحديبية وهم يخالطهم الحزن والكآبة وقد نحر الهدي بالحديبية فقال: لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعا.
-[المعنى العام]-
بعد حروب بين المسلمين وبين كفار قريش في بدر وأحد والخندق وبعد أن زاد مسلمو المدينة على ألف وخمسمائة مسلم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه أنه والمسلمين يدخلون المسجد الحرام ويطوفون بالكعبة ويسعون بين الصفا والمروة ورؤيته صلى الله عليه وسلم حق وصدق أصبح فأخبر أصحابه ففرحوا وبخاصة المهاجرون الذين يحنون إلى وطنهم العزيز ونادى صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج إلى العمرة فمن شاء وعنده هدى إلى الكعبة فليعده وفي مطلع ذي القعدة سنة ست من الهجرة ساق النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون هديهم وساروا نحو مكة وهم قريبون من ألف وأربعمائة مسلم ليس معهم سلاح المحارب بل سلاح المسافر فحسب فقد خرجوا يقصدون البيت الحرام لأداء النسك وقلدوا هديهم وأشعروه قلدوا الإبل والبقر والغنم بحبل مفتول من صوف مصبوغ وعلموا صفحة عنق الإبل والبقر بكية نار علامة على أنه هدى موهوب لأهل الحرم له حرمة وقدسية لا يعتدي عليه ولا يستغل في منافع الحرث والسقي وبعضهم كساه بالحبرة أو الحرير أو القباطي أو اللحف.
ساروا متجهين إلى مكة بعد أن أحرموا للعمرة من ذي الحليفة ساروا يهللون ويكبرون ويلبون وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عينا يسبق المسلمين يستطلع لهم سلامة الطريق وجاء النذير يخبر أن قريشا أرسلت كتيبة قوامها مائتا فارس بقيادة خالد بن الوليد ليصدوا المسلمين قبل وصولهم وقد جمعوا له الجموع من القبائل المحيطة بمكة ليمنعوه من دخولها فغير طريقه عن طريق خالد بن الوليد ووصل إلى الحديبية عند ما يعرف بالتنعيم ونزل المسلمون عند مائها وأرسلوا عثمان بن عفان يخبر قريشا أنهم ما جاءوا محاربين وإنما جاءوا معتمرين وأصرت قريش على منعهم من الوصول إلى المسجد الحرام