مالا يعلمه إلا الله عز وجل قالت: هل سألك كم طعامك؟ فقلت: نعم فقالت: الله ورسوله أعلم ونحن قد أخبرناه بما عندنا فكشفت عني غما شديدا وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس فأخرجت له عجينا فباركه ثم عمد إلى برمتنا فباركها ثم قال: ادع خابزة فلتخبز وجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع حتى شبعوا وبقيت بقية قال: كلي هذا وأهدي. قال جابر: فأقسم بالله لقد أكلوا -وهم ألف- حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو".
٤ - عن البراء رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه" وفي رواية "رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني التراب جلدة بطنه -وكان كثير الشعر- وكان يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل من التراب يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأولى قد بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا
وهذا الحديث سيأتي في مسلم بعد باب قتل كعب بن الأشرف.
٥ - عن أبي هريرة رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده".
تاريخ غزوة الخندق: قال موسى بن عقبة: كانت في شوال سنة أربع وتابعه على ذلك مالك وقال ابن إسحق: كانت في شوال سنة خمس قال الحافظ ابن حجر: ويؤيد قول ابن إسحق أن أبا سفيان قال للمسلمين لما رجع من أحد: موعدكم العام المقبل ببدر فخرج النبي صلى الله عليه وسلم من السنة المقبلة إلى بدر فتأخر مجيء أبي سفيان تلك السنة للجدب الذي كان حينئذ وقال لقومه: إنما يصلح الغزو سنة الخصب فرجعوا بعد أن وصلوا إلى عسفان أو دونها ذكر ذلك ابن إسحق وغيره من أهل المغازي وقد بين البيهقي سبب هذا الاختلاف وهو أن جماعة من السلف كانوا يعدون التاريخ من المحرم الذي وقع بعد الهجرة ويلغون الأشهر التي قبل ذلك إلى ربيع الأول وعلى ذلك جرى يعقوب بن سفيان في تاريخه فذكر أن غزوة بدر الكبرى كانت في السنة الأولى وأن غزوة أحد كانت في السنة الثانية وأن الخندق كانت في الرابعة وهذا عمل صحيح على ذلك البناء لكنه بناء واه مخالف لما عليه الجمهور من جعل التاريخ من المحرم سنة الهجرة وعلى ذلك تكون بدر في الثانية وأحد في الثالثة والخندق في الخامسة وهو المعتمد.
سبب الغزوة ووقائعها: ذكر موسى بن عقبة في المغازي قال: خرج حيي بن أخطب بعد قتل بني النضير إلى مكة يحرض قريشا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق يسعى في بني غطفان ويحضهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لهم نصف تمر خيبر فأجابه عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري إلى ذلك وكتبوا إلى حلفائهم بني أسد فأقبل إليهم طلحة بن